شككت واشنطن في اعلان حركة "طالبان" تقييد حركة اسامة بن لادن، وقال مسؤول في الخارجية الاميركية ل "الحياة" امس: "انها المرة الثالثة على الاقل التي نسمع فيها كلاماً من هذا النوع. طالبان أعلنت انها اسكتت ابن لادن في تشرين الاول اكتوبر 1997 وايلول سبتمبر 1998. واذا فعلت ذلك حقاً فلماذا تضطر الى اعلانه مجدداً؟". جاء ذلك غداة تأكيد الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس فولي ان واشنطن لن ترضى بما اعلن عن تقييد حركة ابن لادن لأن المطلوب هو "ابعاده الى مكان يمكن اخضاعه للمحاكمة فيه". وزاد في مؤتمر صحافي اول من امس: "يجب الا ننسى ان هذا الشخص قتل مدنيين ابرياء وتعهد مواصلة ذلك، وتقييد حركته لا يبدد مخاوف المجتمع الدولي والولايات المتحدة، انه متهم بقتل 263 بريئاً كينياً وتنزانياً واميركياً". في الوقت ذاته، اعترفت مصادر افغانية بصعوبة تنفيذ "طالبان" تعهدها تقييد حركة ابن لادن. وأوضحت أن اي قيود لن تكون ذات جدوى في ظل شبكة العلاقات التي نسجها مع تيارات ووسائل اعلام في باكستان. ولم تستبعد ان يدلي ابن لادن بتصريحات جديدة من داخل أفغانستان. ورأت المصادر أن ابن لادن يلعب دوراً محورياً في تمويل الحرب التي تخوضها "طالبان" ضد معارضيها "لذلك يصعب على الحركة أن تمارس ضغوطاً جدية عليه، فضلاً عن صلته الوثيقة بزعيم الحركة ملا محمد عمر"، نظراً الى المصاهرة التي تجمع بينهما. الاول متزوج من شقيقة الاخير وجددت "طالبان" امس اعلانها انها أغلقت الهاتف الدولي لابن لادن والذي يعمل عبر الاقمار الاصطناعية، لكن خبراء قللوا من اهمية هذا الاعلان لأن مسؤولي الحركة لم يصادروا اجهزة الاتصالات الموجودة في منزله، ولا يملكون معدات قادرة على رصد الاتصالات التي يمكن ان يجريها. معروف أن عشرات من أتباع ابن لادن يخوضون المعارك إلى جانب مقاتلي "طالبان".