أبلغت مصادر افغانية مطلعة "الحياة" امس ان وفداً من علماء اليمن برئاسة الشيخ عمر سيف التقى أخيراً الثري العربي أسامة بن لادن في قندهار جنوب غربي افغانستان حيث معقل حركة "طالبان". وأوضحت المصادر ان المحادثات تناولت سبل التنسيق والتعاون بين الطرفين، في ضوء التهديدات الأخيرة التي أطلقتها الادارة الأميركية ضد ابن لادن ومعاونيه بعد اتهامهم بالاعتداء على السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا في آب اغسطس الماضي. ورغم ان مصادر "طالبان" نفت رداً على سؤال "الحياة" علمها بزيارة الوفد اليمني فإن مطلعين عزوا هذا النفي الى رغبة "طالبان" في تفادي ظهور ابن لادن وكأنه خرق تعهدها تقييد تحركاته واتصالاته الخارجية. ويعد هذا الاتصال الأول لابن لادن بوفد خارجي منذ تبرئته من قبل محكمة افغانية لعدم تقديم الأميركيين أدلة تدينه في العمليات الارهابية المنسوبة إليه. وقالت مصادر افغانية ل "الحياة" ان الوفد اليمني وصل مساء أمس الى جلال آباد شرق افغانستان وأمضى ليلته في فارم هدا حيث معقل أنصار ابن لادن. ومعلوم ان الشيخ عمر سيف أمضى وقتاً طويلاً في باكستانوافغانستان خلال فترة الجهاد الأفغاني خصوصاً عامي 1987 و1988. وكان يُلقي الخطب في مساجد المقاتلين العرب لتحريضهم على القتال ضد السوفيات. ويسود اعتقاد ان ابن لادن اعتمد في أعقاب منعه من التصريحات الصحافية، استراتيجية جديدة تقضي بالاتصال بالعلماء والمشايخ وارسال الرسائل الخطية لهم كما حصل مع رئيس جامعة بنوري في كراتشي أخيراً الذي تلقى رسالة من الثري العربي أثنى فيها على مواقفه "المؤيدة للحق الاسلامي في مواجهة الصليبيين واليهود". وكذلك وجه ابن لادن رسائل الى بعض الصحافيين والإعلاميين المعارضين لسياسة واشنطن. ويبدو أن لقاءه مع الوفد اليمني يخدم هذه السياسة الجديدة.