بغداد، انقرة، اسطنبول، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أعلن بيان للقوات الجوية الاميركية صدر في قاعدة انجيرليك التركية ان طائرات اميركية هاجمت امس خمسة مواقع عراقية للصواريخ المضادة للطائرات في منطقة الحظر الجوي شمال العراق، فيما حذر الرئيس التركي سليمان ديميريل من عواقب الجهود الاميركية لتسليح تنظيمات عراقية معارضة من اجل اطاحة الرئيس صدام حسين. ونقلت صحيفة "حريت" التركية امس عن ديميريل قوله انه نبه الرئيس بيل كلينتون كما نبه سلفه الرئيس جورج بوش الى عواقب الجهود الاميركية لاطاحة صدام معتبراً ان "هذه المسألة تشبه حرب فيتنام". واعلن صباح امس ان طائرات اميركية قصفت منصات وصواريخ رادار عراقياً قرب مدينة الموصل في شمال العراق، وأفيد ان مجلس الأمن ناقش للمرة الأولى ما تشهده منطقتا الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه. وأفاد بيان لقيادة القوات الاميركية المتمركزة في قاعدة انجيرليك التركية ان مقاتلات اميركية انطلقت من القاعدة اطلقت امس صواريخ على موقع رادار عراقي في منطقة الحظر الجوي شمال العراق. وأشار البيان الى ان راداراً قريباً من مدينة الموصل رصد ثلاث طائرات من طراز "اف - 15 اي سترايك ايغل" فأطلقت باتجاهه صاروخ "اي جي ام - 130" وقنبلتين مزودتين اجهزة تحكم دقيقة عن بعد استهدفتا منصات لاطلاق الصواريخ في الموقع نفسه. ابطال صاروخ في غضون ذلك افادت "وكالة الأنباء العراقية" ان اجهزة الدفاع المدني ابطلت مفعول صاروخ القته طائرة اميركية او بريطانية في شمال العراق. ونقلت عن مدير الدائرة انه عُثر على الصاروخ في قرية في منطقة كركوك 300 كلم شمال بغداد من دون توضيح متى سقط على القرية. وذكر ان "الصاروخ لم يلحق اي خسائر بشرية او مادية" لدى سقوطه على قرية عطشانة وأشار الى ان "الدائرة ابطلت اخيراً عدداً من الصواريخ من نوع كروز وخمس حاويات تحمل 47 قنبلة عنقودية" كانت الطائرات المعادية القتها على عدد من مناطق المحافظة". ولاتقع هذه المنطقة ضمن منطقة الحظر الجوي التي فرضتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على شمال العراق بعد حرب الخليج. ومنذ الحادي عشر من كانون الثاني يناير الجاري وقعت سلسلة من الحوادث شبه اليومية بين مقاتلات اميركية انطلقت من انجرليك والدفاع الجوي العراقي، فوق منطقة الحظر الجوي على شمال العراق شمال خط العرض 36. مجلس الأمن واللافت ان مجلس الأمن ناقش للمرة الأولى ليل الجمعة الأحداث في منطقتي الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه. وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية ان المشاورات المغلقة في المجلس في هذا المجال جرت اثر استفسار ماليزيا عن شرعية المنطقتين اللتين لا تشير اليهما قرارات مجلس الأمن. وقال مندوب ماليزيا حاسمي اغام ان حكومته طلبت منه التطرق الى الاحداث الاخيرة "في ما يسمى منطقتي الحظر الجوي" اللتين فرضتا "في شكل تعسفي يتناقض مع ميثاق الأممالمتحدة". وأوضحت المصادر ان روسيا والصين اضافة الى البحرين ساندت موقف ماليزيا. وتعتبر واشنطن ولندن ان قرارات مجلس الأمن التي صدرت في اعقاب غزو العراق للكويت والمتعلقة بحماية المدنيين من النظام العراقي تبرر هذا الحظر. وأكدت واشنطن الثلثاء الماضي ان كل بطاريات الصواريخ العراقية المضادة للطائرات بات هدفاً محتملاً للطائرات الاميركية "لمواجهة تزايد الخروق العراقية لمنطقتي الحظر الجوي منذ كانون الأول ديسمبر الماضي" بحسب البيت الأبيض. وقال مندوب ماليزيا ان احد عشر مدنياً عراقياً قتلوا الاثنين بانفجار صاروخ اميركي سقط قرب البصرة، بينما افادت بغداد ان الحادث اوقع 24 قتيلاً. وشدد المندوب الاميركي مارك مينتون على ان اقامة منطقتي الحظر تعود "لأسباب محض انسانية بهدف حماية المدنيين في العراق من تنكيل النظام". وأعرب عن الأسف لسقوط ضحايا مدنيين محملاً النظام العراقي المسؤولية لأنه "يتحدى" الطائرات الاميركية والبريطانية. وساند المندوب البريطاني زميله الأميركي في موقفه. ولم يشارك اي ديبلوماسي آخر في النقاش الذي استمر 15 دقيقة.