تسلمت السلطات المصرية امس محمود السواركة اقدم سجين عربي في إسرائيل بعد 22 عاماً على صدور حكم بحبسه 45 عاماً. وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية دانت السواركة في 15 تموز يوليو 1977 اثناء احتلال مدينة العريش المصرية بتهمة تفجير سيارة عسكرية إسرائيلية في صحراء سيناء مما ادى الى مقتل جندي وإصابة آخر، وحكمت عليه بالسجن 99 عاماً تم تخفيفها الى 45 عاماً. ووصل السواركة 70 عاما ظهر امس الى مكتب الاتصال المصري بمنفذ رفح البري على الحدود مع إسرائيل، وكان في استقباله شقيقه حماد اسماعيل وتجمع حاشد من عائلته ومواطنين مصريين يتقدمهم رئيس مدينة رفح السيد خيري حسن الذي اكد ل "الحياة" ان "محافظ شمال سيناء قرر تنظيم احتفالات شعبية بإطلاق السواركة من منطلق دعم المناضلين وتكريم المجاهدين الوطنيين". وقال السواركة، في مؤتمر صحافي عقده فور وصوله الاراضي المصرية، إنه "رفض الإفراج عنه في مقابل الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام وطلب البقاء في السجن"، مشيراً الى وجود 9 مصريين في سجن "عسقلان"، وبدا على السواركة إعياء شديد وأظهر آثار تعذيب واضحة على جسده. والتقى الاسير المصري امس وللمرة الأولى خارج أسوار السجن ابنته سميرة منذ ميلادها، حيث جرى اعتقاله بعد 17 يوماً من زواجه، وهي حالياً طالبة في المرحلة الثانوية. واكد مصدر مصري ان اطلاق السواركة "قرار اسرائيلي من جانب واحد ولا يلزم مصر بأي مقابل" في اشارة الى قضية الجاسوس عزام عزام، مشيراً الى ان "مصر لم تقدم اي وعود في هذه القضية". ويذكر ان محاولات اسرائيلية رسمية عدة بذلت في هذا الشأن ولم تحقق نتائج. وامضى السواركة فترة اعتقاله في سجن في "عسقلان" جنوب تل ابيب، حتى صدر قرار الرئيس الإسرائيلي عيزر وايزمان في اول شباط فبراير الجاري الإفراج عنه لأسباب صحية، بعد توصية اللجنة الخاصة بالإفراج عن السجناء بإطلاقه لعدم وجود مبررات لبقائه في السجن وكبر سنه ومرضه. غير ان السواركة أرجع إطلاقه الى "الجهود التي بذلتها القيادة السياسية المصرية". ووصفت المنظمة المصرية لحقوق الانسان اطلاق السواركة بأنه "تحرير مانديلا المصري"، الاسير في سجون الاحتلال، واشادت ب "دور وزارة الخارجية المصرية والمركز الفلسطيني لحقوق الانسان الذي ساهم في اثارة قضيته وتحريره وإعادته الى اهله". وكان شهود عيان اكدوا في افادات ادلوا بها الى المنظمة المصرية اثناء حملة اطلاق السواركة انه "تعرض الى 5 عمليات جراحية في المعدة التي تضخمت بصورة ملحوظة وكاد ان يشرف على الموت، واجرى له العمليات طلاب في كلية الطب، اذ كانت السلطات الإسرائيلية تتعامل معه بصفته حقل تجارب". ويذكر ان برلمانيين ومنظمات حقوقية مصرية طالبوا سلطات بلادهم العمل على إطلاق معتقلين مصريين ترفض إسرائيل الإفراج عنهم رغم إنهائهم مدة العقوبة منذ فترة طويلة.