تفاعل "استئثار" الرئيس الروسي بوريس يلتسن بالمشاركة الرسمية لبلاده في جنازة العاهل الاردني الراحل الملك حسين. ووصفت الاوساط السياسية المعارضة في موسكو خطوة يلتسن بأنها محاولة "لخطف الاحتواء" من رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف الذي بدأت حكومته تتعرض الى ضغوط قوية. وذكر الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف انه لا يستبعد صدور مرسوم باقالة الحكومة، وطالب بحجب الثقة عن يلتسن الذي وصفه بأنه "عاجز ومدمن". واجمع المراقبون على ان قرار الرئيس بوريس يلتسن المشاركة وحده في جنازة العاهل الاردني الراحل كان محاولة للعودة الى دائرة الضوء. ولوحظ ان الاعلان عن مشاركة يلتسن ارجئ حتى اللحظة الاخيرة واعقبت بياناً حكومياً عن نية بريماكوف ترؤس الوفد الروسي الى عمان. وبذلك احرج رئيس الدولة رئيس الوزراء ومنعه من المشاركة في مراسم تشييع الملك حسين الذي كان صديقاً شخصياً لبريماكوف. وامتنعت قنوات التلفزيون الروسية عن عرض صور يلتسن الذي بدا منهاراً في عمان الا ان كثيرين من الروس تابعوا وقائع مشاركة رئيسهم على قنوات اجنبية. وكانت الحصيلة سلبية للرئيس الروسي الذي سلط الاضواء على نفسه فبدا ضعيفاً خائر القوى. وذكر زيوغانوف ان يلتسن "لم يكن لائقاً ومناسباً" في يوم التشييع. واضاف انه "شخص عاجز لا ارادة له ومدمن على الخمر". وقال الزعيم الشيوعي انه لا يستبعد ظهور مرسوم" يحمل ختم الرئيس من دون توقيعه"، باقالة بريماكوف وتعيين رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين بدلاً منه. ولاستباق الاحداث، رعا زيوغانوف الى اصدار قرار بحجب الثقة عن يلتسن وتوقيع وثيقة للوفاق السياسي وتعديل الدستور وتضمينه نصاً بأن الانتخابات الرئاسية الجديدة تتم عبر "هيئة تضم قادة الاحزاب ومسؤولي الاقاليم". واعتبر وزيرا الداخلية والعدل اقوال زعيم المعارضة "اهانة لكرامة رئيس الدولة وشرفه". ووجها رسالة الى النيابة العامة يطلبان فيها التحقيق مع زيوغانوف. وتعكر هذه المجابهة اجواء الاجتماع الذي سيعقده اليوم الاربعاء يفغيني بريماكوف وقادة الكتل البرلمانية لوضع صيغة نهائية لوثيقة الوفاق السياسي. وكانت مسودة الوثيقة التي نشرت امس تضمنت سبعة بنود اهمها ان الحكومة لا تقال الا بعد مشاورات بين رئيس الدولة والبرلمان، وهذا تجاوز لنص دستوري يحصر حق الاقالة بالرئيس وحده. واعترف النائب الاول لرئيس الوزراء يوري ساسليوكوف بان الحكومة "تتعرض الى ضغوط قوية جداً من اوساط اوليغارشية الطغمة الحاكمة". وذكر ان وسائل الاعلام، ومن ضمنها الحكومية، انضمت الى حملة الضغط التي قال انها تجرى بقيادة اعضاء في الحكومات السابقة.