نقل الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس الثلثاء الى مصح "بارفيخا" في ضواحي موسكو، وألغيت زيارته الى فيينا بسبب اصابته "بإعياء وإرهاق". فيما أكد زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف ان يلتسن "عاجز"، ودعا الى عقد اجتماع عاجل لجميع فروع السلطة لمنع الانفلات الأمني والاداري. وطرح عدد من الشخصيات والأحزاب نقل صلاحيات الرئاسة الى رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف طوال فترة رئاسة يلتسن. وأكد السكرتير الصحافي للكرملين دميتري ياكوشكين ان الرئيس سيمضي "فترة نقاهة واعادة تأهيل" بعد إصابته بحالة اعياء وإرهاق اثر التهاب حاد في القصبات الهوائية، وأضاف ان الأطباء سيحددون المدة التي يتعين على يلتسن ان يقضيها في المصح. وتوقع نائب مدير الديوان الرئاسي اوليغ سيسويف ان يحتاج يلتسن الى اسبوعين لاستعادة لياقته وشدد على ان "مرضه ليس بالحدة التي تجعله عاجزاً". ولكنه من جهة اخرى اشار الى ان على الرئيس ان يتخلى عن "إدارة القضايا الاقتصادية... ويكون ضامناً للدستور ووحدة أراضي الدولة وحرية الكلمة". ولاحظ المراقبون ان سيسويف الذي يعد من المقربين الى يلتسن لم يشر الى مهام الرئيس الذي يتولى الاشراف المباشر على وزارات الدفاع والخارجية والأمن والداخلية. واعتبر رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف ان مرض يلتسن "يخلق وضعاً خطيراً" واقترح ان يتمتع يلتسن ب "اجازة طويلة" ويتولى مهامه رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف الذي وصل امس الى فيينا لينوب عن يلتسن في الاجتماع الى عدد من القادة الأوروبيين. وفي السياق ذاته دعا رئيس الحكومة السابق فيكتور تشيرنوميردين الى ادخال تعديلات على الدستور تنقل صلاحيات الرئاسة الأولى الى بريماكوف طوال فترة ولاية يلتسن التي تنتهي صيف عام 2000. وصدور مثل هذا التصريح عن تشيرنوميردين، السياسي الحذر والحليف الثابت ليلتسن، اعتبر مؤشراً فعلياً على خطورة الوضع الصحي لرئيس الدولة. واكد زيوغانوف ان يلتسن "عاجز عن العمل" وطلب عقد اجتماع عاجل لممثلي فروع السلطة لتأسيس "جمعية دستورية" تنتخب رئيساً جديداً للدولة، وتؤمن ادارتها ومنع الانفلات الأمني والاداري في الفترة الانتقالية. وينص الدستور على ان صلاحيات الرئيس تنتقل، في حال عجزه أو استقالته، الى رئيس الحكومة على ان تجرى انتخابات جديدة في غضون ثلاثة اشهر. الا ان احزاباً عدة تشير الى ان اجراء الانتخابات في ظل الازمة الاقتصادية قد يضيف أعباء مالية على روسيا ويهز الاستقرار السياسي الهش فيها، لذا تقترح صيغاً بديلة، ومنها دعوة كتلة "يابلوكو" الاصلاحية الى استحداث منصب نائب رئيس للدولة يسند الى بريماكوف ريثما يكتمل التفويض الرسمي ليلتسن وتجرى الانتخابات في موعدها.