جوهانسبورغ - أ ف ب - أعلن مسؤول جنوب افريقي أمس أن الديكتاتور الاثيوبي السابق منغستو هايلي مريم، الملاحق في بلاده بتهمة ارتكاب ابادة جماعية، غادر جنوب افريقيا حيث كان يتلقى علاجا في أحد المستشفيات الشهر الماضي، الى جهة مجهولة. وأوضح الناطق باسم الرئاسة في جنوب افريقيا باركس مانكهلانا ان منغستو غادر البلاد الأسبوع الماضي، من دون ان يحدد تاريخاً دقيقاً لذلك، في حين أن الحكومة الاثيوبية كانت على وشك الطلب من القضاء في جنوب افريقيا تسليمه. وأكد الناطق في حديث الى صحيفة "ذي ستار" ان منغستو "غادر البلاد ولا اعرف الى اين ذهب"، وأضاف: "منغستو قدم الى جنوب افريقيا بصفته شخصاً عادياً. جاء ثم غادر". وكان منغستو البالغ 62 عاماً الذي حصل على حق اللجوء السياسي في زيمبابوي منذ 1991، وصل الى جوهانسبورغ في تشرين الثاني نوفمبر الماضي لعلاج مشكلة في القلب في عيادة خاصة. وأوضحت السلطات في جنوب افريقيا أنها منحته تأشيرة دخول "لأسباب انسانية". يشار إلى أن اديس ابابا كانت طلبت رسمياً من بريتوريا، في الثاني من كانون الاول ديسمبر، تسليمها منغستو الذي اطاح الامبراطور هيلا سيلاسي عام 1974 وأقام نظاماً ماركسياً في اثيوبيا، متسبباً بآلاف عمليات القتل خلال المرحلة المسماة "الرعب الأحمر" 1978-1977. وتم تسليم هذا الطلب عبر سفارة جنوب افريقيا في اديس ابابا مساء الجمعة الماضي. وكانت الجهود من أجل تسليم الدكتاتور السابق إلى القضاء تضاعفت أخيراً ويواجه منغستو في حال تسليمه الى اثيوبيا عقوبة الاعدام. يشار الى ان منظمة الدفاع عن حقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش"، التي تتخذ من نيويورك مركزاً لها، تقدمت بطلب لاطلاق الملاحقات القضائية بحق منغستو. وشددت منظمة العفو الدولية على ان تطلق جنوب افريقيا نفسها الملاحقات القضائية بحقه، باعتبار ان كل بلد يستطيع ان يتخذ اجراءات بحق شخص يشتبه في ارتكابه جرائم ضد الانسانية طبقاً للقانون الدولي. وحضت نقابة المحامين في جنوب افريقيا الثلثاء الرئيس ثابو مبيكي على تسليم منغستو على رغم عدم وجود اتفاقية في هذا المجال مع اثيوبيا، إذ أكدت ان بريتوريا تمتلك السلطة للقيام بذلك.