يتناول الكاتب أحمد بيضون في كتابه "الجمهورية المتقطعة" الصادر حديثاً عن دار النهار بيروت ما يسميه "مصائر الصيغة اللبنانية بعد اتفاق الطائف". والكتاب كما يقول مؤلفه "تأليف اجتماعي - سياسي مجاله، في الزمن، سنوات ما بعد الحرب في لبنان، ومداره الأوسع صيغة ما يسمى "العيش المشترك"، بما هي صيغة لظهور المجتمع اللبناني الذي نعرف، وما آلت اليه هذه الصيغة، فعلاً، في المدة المشار اليها. ولكن علينا ان نضيف انه يفيض عن هذه السنوات من كل جانب، فلا يقطعها عن مساقيها القريب والبعيد. فحيث نعرض لأوضاع الجنوب المحتل، مثلاً، تتصدر النصوص المكرسة لهذا الأخير مقالة تستخلص ملامح الجنوب في عشايا الاحتلال ... وحين نتناول النظام الانتخابي اللبناني وهذه مسألة اخرى نعارضه، طلباً لجلاء صورته بالنماذج النظرية المعروفة في هذا الحقل. وحيث نعالج، اخيراً او اولاً النظام السياسي بأسره، نعتمد محكاً له تصورات نراها اركاناً نظرية للمبدأ الديموقراطي بأعم صيغه وأثبتها. فلا يأتي البحث اللبناني، والحالة هذه، منقطعاً عن مدى نظري يناسب حاجاته. ويتشكل من هذا كله - على ما نأمل - تأليف في تاريخ الحاضر اللبناني يجمع، الى تنوع الزوايا والاغراض، هم التأسيس على الماضي وتتبع التيارات الآيلة الى تكوين المستقبل. وهذا الى بقائه مفتوحاً على مسائل جدالية كبيرة في مجال النظرية الاجتماعية".