في ذلك الحين لم تكن المأثرة التي حققها النرويجي روالد اموندسن تكمن في تمكنه من الوصول الى القطب الجنوبي، ليصبح بذلك، والفريق المرافق له، أول كائنات بشرية تطأ ثلوج تلك المنطقة النائية من كوكبنا الأرضي، بل كانت ايضاً في انه وصل وعاد ضمن اطار البرنامج الزمني الذي كان حدده مسبقاً. اضافة الى ان الرحلة تمت من دون حوادث استثنائية تذكر. ناهيك بأن طاقم الرحلة كان تحمل من المؤن والاعتدة ما جعل رجاله يعودون وقد زادت أوزانهم، رغم مغامرتهم المضنية تلك التي قادتهم الى مكان تصل درجة البرودة فيه الى 76 درجة مئوية تحت الصفر. بالنسبة الى اموندسن نفسه كان للاكتشاف والرحلة مذاق خاص. هو مذاق الثأر الشخصي. فاموندسن كان ترترع وهو يحلم بالوصول الى القطب الشمالي. وهو توجه اليه بالفعل في العام 1906، غير ان روبرت بيري سبقه الى هناك. لذلك ما ان حل العام 1910، حتى اصطحب اموندسن 19 رجلاً و97 كلباً وست حمامات زاجلة وكميات هائلة من الاعتدة والمؤن وتوجه الى الجانب الآخر. الى القطب الجنوبي. وفي أواسط كانون الأول ديسمبر من العام التالي، وكما كان قد خطط تماماً، وصل اموندسن وأربعة من رفاق رحلته الى موقع في القطب زرعوا فيه العلم النرويجي فاتحين أمام البشرية آفاقاً جديدة.