"لم يعد يفيد أي شيء الآن. سوف اكون جثة قبل وصولها". قائل هذا الكلام كان الكاتب الروسي انطون تشيكوف، وما يتحدث عن وصوله كان آلة الاوكسجين التي بعث الطبيب بطلبها بعد ان يئس من مداواة الكاتب بالحقن. حدث ذلك ليلة 2 تموز 1904، في الغابة السوداء في المانيا حيث كان تشيكوف توجه مع زوجته الممثلة اولغا كنيبر للاستشفاء. وكان صاحب "الخال فانيا" و"شجرة الكرز" محقاً في توقعه، اذ انه مات، بالفعل، قبل وصول الاوكسجين، وكان في الرابعة والاربعين، تشيكوف كان يعتبر في ذلك الحين ثاني اكبر كاتب مسرحي في تاريخ هذا الفن، بعد شكسبير، ومن هنا استشعر الجميع بأن، رحيله خسارة للكتابة. بداأتشيكوف حياته العملية دارساً الطب، لكنه كان ينصرف عن دراسته لتحقيق رسوم هزلية لبعض الصحف واخذته هذه المهنة تماماً حتى قادته الى الكتابة، حتى انجز "طائر النورس" مسرحيته الاولى التي فشلت فشلاً ذريعاً 1876، وبعد ذلك بسنتين قام المخرج الكبير ستانسلافسكي بتجديد مسرح الفن وكتب له تشيكوف "الخال فانيا" ثم "الشقيقات الثلاث" ف"شجرة الموز" وكان نجاحاً تلو آخر. وتميزت مسرحيات تشيكوف دائماً ببعد اخلاقي وبتبجيل النزاهة والصدق، وكان هو يقول ان "الفن لا يمكنه ان يكون كاذباً". مسرح القرن العشرين كله تأثر لاحقاً بتشيكوف وكذلك تأثر به بعض كبار السينمائيين ، ومنهم وودي آلن وانغمار برغمان.