وجدت دراسة جديدة ان التنبؤ بأمراض القلب والأوعية الدموية عند مرضى السكري من النوع المعتمد على الانسولين بالاعتماد على عوامل الخطورة المعروفة لتطور امراض القلب والأوعية من جهة، ومعدل سكر الدم المرتفع من جهة اخرى، هو غير دقيق. الأمر الذي يدل على وجود عوامل عدة اخرى تلعب دوراً مهماً في تطور هذه الاختلاطات. فقد وجد الباحثون في مدرسة الصحة العامة في بيتسبورغ، ان هناك علاقة بين مرض السكري من النوع الأول او المعتمد على الانسولين، وبين مرض الكآبة. الا ان سبب العلاقة بين هذا المرض وتطور التصلب العصيدي في شرايين القلب، المحرض الأكبر لحدوث الاختلاطات القلبية، لا يزال مجهولاً. وفصل الدارسون عوامل الخطورة لتطور امراض القلب والأوعية من عوامل الخطورة المؤدية الى امراض شرايين الطرفين السفليين، وهما اكثر اختلاطات مرض السكري المعتمد على الانسولين. وعلى الرغم من تطور هذين الاختلاطين بالآلية ذاتها وهي التصلب العصيدي للشرايين، وجدوا ان لكل من هذين الاختلاطين عوامل خطورة محددة ومختلفة عن الآخر. واعتبر ارتفاع الضغط الدموي وأمراض الكلية وانخفاض معدل الكوليسترول من نوع HDL ومرض الكآبة هي العوامل التي تؤدي الى امراض القلب والأوعية، فيما اعتبر ارتفاع سكر الدم والكوليسترول من نوع LDL من عوامل الخطورة التي تؤدي الى تطور امراض شرايين الطرفين السفليين. ويعتبر مرض السكري من النوع الأول الأكثر خطورة. وهو يعتمد في علاجه على الانسولين. ويحدث في اي عمر، الا ان السواد الأعظم من الاصابات تتطور قبل سن ال35. وتكمن خطورته في تسبيبه اختلاطات عدة يمكن تصنيفها على النحو التالي: - الاختلاطات الوعائية التي تتضمن حوادث وعائية دماغية مثل السكتة الدماغية والنزف الدماغي، والأمراض القلبية الوعائية وأمراض الشرايين المحيطية. - الاختلاطات العينية، التي تؤدي الى العمى بنسبة 15 الى 30 في المئة لدى مرضى السكري المعتمد على الانسولين. بالاضافة الى تطور مرض الساد العيني بنوعيه الشيخوخي والشبابي. - الاختلاطات العصبية التي لا يعرف سبب حدوثها على وجه التحديد والتي يلعب نقص التروية الدموية دوراً كبيراً في ظهورها. - الاختلاطات الكلوية، التي يدل وجود البروتين في البول على بدء حدوثها، لذلك يعتبر فحص البول، مع قعر العين، من الأمور الأساسية في مراقبة تطور اختلاطات مرض السكري. الا انه وبغض النظر عن نوع مرض السكري، فان السيطرة على سكر الدم هي مفتاح العلاج والوقاية من اختلاطات هذا المرض.