متلازمة الأيض هي مزيج من الاضطرابات الصحية التي تحدث بصفة رئيسة جراء زيادة الوزن والسمنة, كما أنها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وداء السكري, خاصة مع تقدم العمر، كما تعرف متلازمة الأيض أيضاً باسم متلازمة الأيض إكس، متلازمة إكس، ومتلازمة مقاومة الأنسولين، وقد تم وصف المتلازمة الأيضية، للمرة الأولى، في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وكان العالم الأمريكي "جيرالد ريافين" (Reaven) أول من قدم وصفاً تفصيلياً لها. وقد أظهرت دراسة جديدة قدمت نتائجها إلى مؤتمر البيولوجيا التجريبية في "بوسطن"، أن تناول العنب من شأنه أن يساعد في حماية أعضاء الجسم المتضررة جراء الإصابة بمتلازمة الأيض التي يمكن أن تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، وزيادة مستوى السكر في الدم، وكذلك الدهون المركبة التي تسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية وغيرها. وفي هذا السياق قام معدو الدراسة بتقديم العنب للحيوانات لمدة 90 يوماً، وتبين في نهاية المدة وجود تراجع ملحوظ في مستوى الالتهابات داخل الجسم، خاصة في أنسجة البطن والكبد, فيما أكدت الدراسة على أن مادة "البوليفيول" المضادة للأكسدة التي يحتوي عليها العنب بشتى أنواعه تلعب دوراً هاماً في حماية العديد من الأعضاء من الضرر خاصة الكبد والكليتين والحد من داء السكري وأمراض القلب. وتكمن الخطورة الحقيقية للإصابة بالمتلازمة الأيضية فيما يلحق بالأوعية والشرايين الدموية من ضرر كبير، وخاصة الشرايين التاجية (Coronaryarteries) في القلب، الشرايين السباتية (Carotidarteries) في العنق وشرايين الدماغ. لهذا السبب، فإن الأمراض الأساسية المرتبطة بهذه المتلازمة، والتي تسبب الوفاة، هي أمراض قلبية إقفارية (Ischemic heart diseases)، ابتداءً من الذبحة الصدرية (Angina pectoris)، والجلطات القلبية الحادة (– Acute myocardial infarction)، واضطرابات القلب (Arrhythmia) وحتى قصور أو فشل عضلة القلب (Heart failure). كما يعتبر القاسم المشترك بين جميع ظواهر هذه المتلازمة وجود حالة مستمرة من مقاومة الأنسولين (Insulin resistance)، قد تشكل أرضية خصبة لنشوء وتكون المتلازمة الأيضية, فمقاومة الأنسولين تكون مصحوبة في بعض الأحيان بارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، مما يؤدي على مر السنين إلى ظهور عدد كبير من أعراض الإصابة بالمتلازمة. وهذا ما تدعمه حقيقة أن المستويات العالية من الأنسولين الداخلي المنشأ (Endogenous) يمكن أن تسبب تصلب الشرايين (Sclerosis)، والسمنة (Obesity)، وارتفاع ضغط الدم (Hypertension)، إضافة إلى اضطرابات في مستويات الكوليسترول في الدم. ولا بد من التنويه بخطورة ارتفاع مستويات الأنسولين بشكل حاد على أداء الجهاز العصبي (Sympathetic nervous system)، وعلى درجة امتصاص الصوديوم في الكليتين، وهو ما يؤدي إلى ضغط الدم المرتفع أيضاً، بجانب نمو وتكاثر العضل اللا إرادي (Smooth muscle)، وهي عملية من الممكن أن تعجل بحدوث تصلب الشرايين. ومن الناحية الإحصائية، هناك علاقة مباشرة تربط بين ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم وظهور مرض القلب الوعائي (Cardiovascular disease). وبصفة عامة فإن القاعدة الأساسية في العلاج هي تغيير نمط الحياة (على سبيل المثال، تقليل عدد السعرات الحرارية والنشاط البدني). كما أن الاضطرابات الفردية، التي تشمل أعراض المتلازمة الأيضية يتم التعامل معها بشكل منفصل من خلال استخدام الأدوية المدرة للبول ومثبطات ACE لعلاج ارتفاع ضغط الدم. بجانب الاعتماد على عقاقير الكوليسترول لتقليل مستويات ال LDL والترايجليسرايد حال ارتفاعهما، إضافة إلى رفع مستوى ال HDL إذا كان منخفضاً.