كشفت الخطوات الأولى التي اتخذها طاهر حبوش التكريتي منذ توليه ادارة المخابرات العراقية خلفاً لرافع التكريتي، الذي اكدت مصادر عراقية موثوق بها تصفيته، في تشرين الأول اكتوبر الماضي، تفعيلاً لملف ملاحقة العراقيين في الخارج والمعارضين منهم بخاصة، أكانوا مستقلين أو اعضاء في الاحزاب والحركات والجمعيات والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان في العراق. وبدأت عناصر المخابرات العراقية ضغطاً على عائلات المعارضين في داخل العراق لمعرفة وسائل الاتصال والاموال التي تحول من الخارج. كما استخدمت أفراداً من تلك العائلات للاتصال بذويهم المقيمين في الخارج ممن لهم نشاط معارض للنظام وارسلتهم الى الخارج لنقل رسائل تتضمن عروضاً ترغيبية وترهيبية في آن. وعرضت المخابرات العراقية على صحافيين وكتاب عراقيين في الخارج أموالاًَ وإقامة في أماكن مريحة في أي بلد أوروبي يقترحون في "مقابل توقفهم عن مهاجمة الحكومة أو تركيزهم على نتائج الحصار والمعاناة الانسانية كخطوة أولى". وفي حال استمرار موقفهم على ما هو عليه، هددت باعتقال ذويهم وهو ما فعلته مع أبناء وزوجات من أرسلتهم لحمل رسائلها الى معارضين وكتاب وصحافيين. وقال عراقيون وصلوا الى الأردن أخيراً ان المخابرات العراقية اعتقلت والدة الفريق الركن كامل ساجت عزيز الذي أعدم في شباط فبراير الماضي، بعدما كان يشغل منصب المستشار العسكري في ديوان الرئاسة، مؤكدين ان اعتقال أفراد عائلة عزيز شمل ايضاً شقيقته ونجله عمر الذي كان يؤدي الخدمة العسكرية بعد تخرجه من كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد. ويستهدف اعتقال أفراد عائلة الفريق ساجت الضغط على ثلاثة أشقاء له هربوا بعد اعدامه الى دولة عربية مجاورة، وبينهم من شغل مواقع في المخابرات والقوات المسلحة. ويستخدم الاعتقال وسيلة لإجبارهم على العودة. وكانت اجهزة الأمن الخاص الذي يشرف عليها قصي النجل الثاني للرئيس العراقي اعتقلت كامل ساجت، مع بداية عملية "ثعلب الصحراء" نهاية العام الماضي، على يد العميد الركن حاجم محمد حسين بعد اتهامه بالاتصال بمعارضين عراقيين في الخارج. وتخشى المخابرات العراقية افشاء أشقاء عزيز الهاربين عرف منهم حميد وخالد معلومات عن طريقة اعدام شقيقهم الذي كان شغل منصب "قائد قوات الخليج" بعد غزو الكويت عام 1990، وعين محافظاً لميسان العمارة - جنوب حتى عام 1995، كذلك تقديمهم معلومات عن الاجراءات المتخذة ضد عائلة عزيز ومنها الاستيلاء على أمواله المنقولة وغير المنقولة، واغلاق ثلاثة مساجد بناها على نفقته الخاصة في مناطق السيدية بغداد واليوسفية 30 كلم جنوببغداد وجبلة 80 كلم جنوب غربي العاصمة. وتقول مصادر "حركة الوفاق الوطني العراقي" المعارضة ان جهاز المخابرات صعد حملته على عائلات المعارضين من خلال استدعائهم ومحاولة الاتصال بأقربائهم المعارضين، طالبين منهم قبول عروض المخابرات وترك الاحزاب والمنظمات والحركات العاملين فيها. وأبلغ ريبار عابد البريفكاني "الحياة" وهو أحد العاملين في حركة الوفاق في مكتبها في عمان، ان افراد عائلته وعائلة زوجته في بغداد تعرضوا ل"استدعاءات" مستمرة من جهاز المخابرات، وان عروضاً مغرية قدمت في مقابل توقفه عن نشاطه الاعلامي وإلا تعرض ذووه "لما لا تحمد عقباه".