تباينت مواقف احزاب اسرائيلية مشاركة في الائتلاف الحكومي من قضية الانسحاب من الجولان المحتل حسب ما اوردها الاعلام الاسرائىلي، وتراوحت بين التهديد بالانسحاب من الحكومة لاسقاطها وبين محاولات الابتزاز لتحصيل مكاسب مالية من خلال التهديد باجراء انتخابات مبكرة. ولعل الأزمة الاكثر إلحاحاً التي تهدد الائتلاف، هي تلك المتعلقة بحزب شاس الديني ومطالبه المتعلقة بالموازنة وخلافه مع حزب ميريتس الذي يتولى زعيمه يوسي سريد وزارة التعليم، وذلك على خلفية عدم حصول شاس على تمويل لشبكة المدارس التابعه له من الوزارة. ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر في حزب شاس الديني تهديدها بالدعوة الى انتخابات مبكرة، لكن اصواتاً من حزب اسرائيل واحدة سارعت الى الاشارة الى ان انسحاب شاس لن يسقط الحكومة لأن عندها خيارات ائتلافية اخرى، منها حزب شينوي والاحزاب العربية. وذهب مصدر مقرب من رئاسة الوزراء الى القول ان شاس على اي حال ليس معارضاً لعملية السلام، وانه ليس هناك ترابط بين الاقتراع للحزب في الانتخابات العامة ومواقف ناخبيه من الاستفتاء على الانسحاب من الجولان. وكان زعيم شاس الي يشاي اعلن اول من امس: "لست خائفاً من اجراء انتخابات جديدة. وانا متأكد من ان قوة شاس ستزداد مرة اخرى. وحقيقة ان شاس لم يترك الحكومة ترجع الى انه يمارس مسؤولية تجاه عملية السلام". واضاف انه مع عودة اساءة الحكومة التعاطي مع شبكة مدارس شاس وفشلها في القضايا الاجتماعية، لا يوجد اي داع لبقاء شاس في الحكومة. لكنه توقع ان تتغير الامور بعد تدخل رئيس الوزراء ايهود باراك خلال الايام المقبلة. ولم يعلن الزعيم الروحي لشاس الحاخام عوفاديا يوسف موقفه في شأن الانسحاب من الجولان، ومن المقرر ان يلتقيه الرئيس عيزر وايزمان الاحد المقبل. اما الحاخام الاكبر اسحق قدوري، فيعارض الانسحاب من الجولان، وهي مسألة تزيد من صعوبة مطالبة شاس بمزيد من الاموال من الحكومة. من جهة اخرى، هدد الحزب الديني القومي مفدال خلال مؤتمر في مستوطنة كاتزرين اول من امس بالانسحاب من الائتلاف في حال اتخاذ قرار بالانسحاب من الجولان. وكان المشاركون في المؤتمر انتقدوا وايزمان بسبب مواقفه من عملية السلام. وقال وزير الاسكان اسحق ليفي الذي يرأس مفدال: "بغياب اتفاق سنبقى في الحكومة. سنعمل من اجل تغيير القرار والبقاء في الجولان، ولكن اذا قدموا لنا اتفاق سلام مع سورية مقابل انتزاع المستوطنين من الجولان فسنترك الحكومة". وكانت اللجنة المركزية للحزب رفضت طلب بعض الاعضاء الانسحاب من الحكومة الان. كذلك قرر رئيس لجنة سكان الجولان تنظيم تظاهرة كبيرة ضد الانسحاب في 5 كانون الثاني يناير المقبل في ساحة رابين في تل ابيب.