رفضت القاهرة مساعي واشنطن إخراج ليبيا من الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للازمة السودانية. ورد وزير الخارجية المصري عمرو موسى على هذه المساعي بقوله: "المبادرة المصرية - الليبية ستستمر على ركيزتيهامصر وليبيا في علاج الازمة السودانية"، معترضاً على التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، على اعتبار ان هذه المنطقة محل اهتمام من جيران السودان في الشمال والجنوب. وكان المبعوث الاميركي أبلغ قيادة المعارضة السودانية عدم ترحيب واشنطن بمشاركة ليبيا في الجهود المبذولة على الصعيد السوداني متجاهلاً في أعقاب لقائه مع موسى الخميس الماضي الاشارة أو ذكر المبادرة المصرية - الليبية. وقال موسى: "هذه المبادرة مستمرة للتوفيق بين الحكومة والمعارضة" وأشار الى أن الطريق الى المصالحة لا يزال طويلاً لكننا لم نصل الى المحطة النهائية". واعترض على دمج المبادرة المصرية - الليبية مع مبادرة "إيغاد"، وقال: "نحن نتحدث في إمكان التنسيق وليس الدمج الذي لا نستبعد حدوثه في مرحلة معينة، مؤكداً عدم اعتراض القاهرةوطرابلس على المبادرة التي تقوم بها كينيا واوغندا واريتريا واثيوبيا دول الايغاد، لكن في الوقت ذاته لنا مبادرة لابد ان يتم اخذها في الاعتبار". وعلمت "الحياة" ان نقاشاً مطولاً دار بين الوزير المصري ومساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى مارتن انديك خلال لقائهما مساء أمس في شأن الأزمة السودانية وجهود الحل السياسي ونتائج الاتصالات التي اجرتها القاهرة مع الخرطوم وقيادات المعارضة. وقال مصدر ديبلوماسي مصري ل"الحياة" إننا نرفض إخراج ليبيا من المعادلة السودانية فالأخيرة لها اهتماماتها أيضاً ومصالحها والمبادرة المصرية - الليبية بدأت فعلياً بإعلان طرابلس الصادر مطلع آب اغسطس الماضي. في غضون ذلك غادر رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" محمد عثمان الميرغني مساء أول من أمس الى السعودية وسط انتقادات من فصائل المعارضة على خلفية عدم منحه الفرصة لهم للتحدث الى المبعوث الاميركي لشؤون السودان هاري جونستون خلال اللقاء الذي جرى في منزله مساء الخميس واصراره على مدى نحو الساعة على الحديث عن مسألة فصل الدين عن الدولة وحق المواطنة منذ أيام والده ووالد زعيم حزب الأمة الصادق المهدي. وقال مصدر ديبلوماسي أميركي رافق جونستون الى اللقاء: "سمعنا هذا الحديث خلال زيارة الميرغني أخيراً الى واشنطن ومحادثاته التي جرت مع المسؤولين هناك وكنا نأمل أن يعطي الفرصة للآخرين للاستماع الى وجهة نظرهم".