أكد البطريرك الماروني نصرالله صفير أن "لن يموت حق وراءه مطالب". واعتبر ان "الأهم اليوم من الإنتخابات هو ما بدأ يجري من مفاوضات في شأن مسيرة السلام، ومن حق لبنان المعني بها في الدرجة الأولى أن يتابعها عن كثب ويشترك فيها، لأن هذه المفاوضات تضع وطننا على مفترق طرق تاريخي". وقال، في عظة الأحد في بكركي أمس، "اننا نعيش في عالم لا يعرف الشفقة والرحمة وهو بعيد كل البعد من مفاهيم المصالحة والمغفرة والمحبة والسلام، على رغم مرور ألفي سنة على مناداة السيد المسيح بهذه القيم التي لا بد من ممارستها لتسود العدالة والسلام بين الناس، ولكأنه حكم على الإنسان في هذا العالم أن يكافح باستمرار لانتزاع حقه من مغتصبيه وهذا ما نشهده في أكثر الأماكن والبلدان التي تعاني من ويلات الحرب ومآسيها ولا سيما في منطقتنا وبالتحديد على أرضنا الجنوبية. فالإهتمام عندنا يكاد ينحصر هذه الأيام في الحديث عن قانون الإنتخابات النيابية وما يمتّ إليها بصلة، وهو تارة يتباطئ وتارة يتسارع وما من أحد يعلم السبب في ذلك، كأن هناك قوى خفيّة تحرّك هذا القانون لغايةٍ لا يعرفها إلاّ أصحابها". ورأى "ان ما بدأ يجري من مفاوضات، يبدو أنها ستقرر مصير الكثير من الأمور في المنطقة". وقال "من حق لبنان المعني بها في الدرجة الأولى ان يتابعها عن كثب ويشترك فيها وأرضه لا تزال مسرحاً لأعمال العنف على أنواعها. فبالأمس استهدفت مدرسة عربصاليم سقط من أولادها عشرون جريحاً، وهي مفاوضات تضع وطننا على مفترق طرق تاريخي، فإما أن يستعيد كل مقوّماته من سيادة واستقلال وحرية قرار ناجزة وإما أن يفقد هذه المقومات ويبقى أن المسؤولين عن ذلك هم اللبنانيون دون سواهم، فإذا عرفوا كيف يتناسون مصالحهم الضيقة الآنية ليوحدوا صفوفهم وآراءهم ومطالبهم ومواقفهم مما يجرى كان لهم ما يريدون وإذا تقاعسوا في هذا الأمر دارت الدوائر عليهم وهم غافلون وهذا ما لا يرضاه مواطن مخلص لوطنه. فأملنا ان توقظ الإستحقاقات المداهمة من هم عندنا في سبات ولن يموت حق وراءه مطالب". وكان وفد من بشري زار بكركي طالب بإسمه إميل رحمة المجلس النيابي تعديل قانون الإنتخابات، مؤكداً ان بشري هي اساس الجبل ولا تُسلب عنه، رافضاً القول ان من وراء هذه المطالبة الإنعزال. وقال "نريد الإنفتاح ولكن لا نريد ان نُلحَق إلحاقاً، لا نريد ان نكون قطعة او "لصقة"، فهذا ليس من شيم أهالي بشري. فمنذ التاريخ قدموا الشهداء والأبطال، ونحن نريد من الدولة التي هي الأب المحب ان تتطلع الى ابنائها المظلومين وألاّ تظلمهم بالقوانين الأرضية لأننا اقوياء بالقوانين السماوية. وما نريده اليوم ان يعدّل المجلس النيابي المشروع وأن يساوي الشمال بجبل لبنان والجنوب بالبقاع ويكون الشمال اكثر من دائرتين وكذلك للجنوب، فنبدأ بمسيرة المساواة والتكافؤ والعدالة ولا يموت حق من دون مطالب وسنغيّر القوانين باتجاه الحقيقة والصحيح". وردّ صفير بكلمة ركز فيها على مفاوضات السلام، طالباً ان تحقق آمال اللبنانيين بالإستقلال والسيادة والقرار الحر. وقال "ان ذلك يوجز كل شيء".