شكر البطريرك الماروني نصر الله صفير في عظته الأسبوعية في بكركي أمس «جميع الذين تفّهموا موقفنا من الانتخابات النيابية، وأعربوا لنا عن عاطفتهم، واستنكروا ما رشقنا به بعضهم من ذوي الأغراض التي باتت معروفة»، سائلاً الله أن «يهدينا جميعاً الى ما فيه خير بلدنا وخيرنا». وفي حديث الى إذاعة «صوت لبنان»، تمنى صفير «كل الخير والتوفيق للنواب الجدد مع بدء ولاية المجلس الجديد»، آملاً بأن «يحصلوا على ثقة الشعب». ولم يشأ الدخول في مسألة الترشيح الى رئاسة المجلس تأييداً أو اعتراضاً، معلقاً على كون رئيس المجلس النيابي نبيه بري مرشحاً أوحد: «هذا أمر يخص النواب وليس لي ما أقوله في هذا المجال. ومن يختاره النواب يكون هو المرشح الأفضل». وعما اذا كان يؤيد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري لرئاسة الحكومة المقبلة، قال صفير: «نؤيد من يؤيده النواب لهذا المنصب، وهو رجل معروف عنه الاعتدال وهو إبن رجل كان يملأ مركزه ويقوم بخدمة الوطن خير خدمة»، معلناً تحفظه عن مسألة الثلث المعطّل في الحكومة الجديدة، وقال: «لا أفهم بذلك الثلث المعطّل. ونحن تعوّدنا أن يكون هناك فريق يحكم وفريق يعارض». ولم ير صفير سبباً لفتنة مسيحية - شيعية أو أي فتنة مع طوائف أخرى لتمرير مؤامرة التوطين، لافتاً الى أن «هناك أناساً لهم أغراض وغايات ويعرفون بعضهم بعضاً، وبالنسبة الى التوطين فهو مرفوض ولبنان بلد صغير ولا يحتمل التوطين». كما وصف دور رئيس الجمهورية بأنه «معتدل وإن كان صعباً لأن التوفيق بين مختلف طوائف لبنان ليس بالأمر السهل». وعما إذا كان يؤيد إعطاء الثلث الضامن لرئيس الجمهورية في الحكومة المقبلة، قال: «نحن مع أن يقوم رئيس الجمهورية بما عليه من واجب تجاه الوطن، والطريقة التي يتخيّلونها أو ينص عليها الدستور نحن معها لهذا الدور الذي يجب أن يعود الى رئيس الجمهورية». واستقبل صفير وفداً من أهالي بلدة فغال برئاسة مختارها يوسف خير الله الفغالي الذي شكر لصفير زيارته للبلدة، مشيراً الى أن «بعض ما نشرته بعض وسائل الإعلام مساء يوم الجمعة عن زيارة غبطتكم الى فغال لا يعدو كونه رأياً شخصياً لمن أعلنه ولا يعكس بأي شكل الرأي الفغالي العام». وأبدى صفير بدوره أسفه ل «ما حدث في هذه الأيام، لكننا لا نزال جميعاً في لبنان»، مشيراً الى أن «لبنان أمانة في أعناقنا جميعاً على اختلاف أدياننا وطوائفنا، ونأمل بأن تمر هذه الزوبعة وأن يبقى اللبنانيون متفاهمين متساندين يعملون جميعاً يداً واحدة وقلباً واحداً في سبيل وطنهم لبنان»، وقال: «هذا أملنا ونسأل الله أن يحقق لنا هذا الأمل». والتقى صفير والدي الشهيد النقيب الطيار سامر حنا حرب. وعرضت ايفيت والدة الشهيد للبطريرك القرار الصادر بإطلاق المتهم بقتل ولدها. وقالت: «أتمنى عليكم يا صاحب الغبطة، وعلى كل أمهات وأخوات عناصر الجيش اللبناني المطالبة بقانون يحميهم وهم أحياء»، مطالبة صفير ب «متابعة هذه القضية مع رئيس الجمهورية وقائد الجيش وكل المسؤولين من أجل الأحياء من أبنائنا العسكريين وحمايتهم». وأضافت: «ابني قتل أثناء قيامه بمهمة عسكرية والمؤسسة التي ينتمي إليها هي المسؤولة عنه، فهو لم يكن في معركة، وإذا كانوا يريدون نسب قضيته الى ما حصل في الشياح، فيكونون أخذوا ثأرهم من ابني»، مناشدة «جميع أمهات العسكريين ان ينتبهوا الى ان أولادهم غير محصنين، فالنائب لديه حصانة وكل شخص في لبنان لديه هذه الحصانة إلا المؤسسة العسكرية». بعدها تحدث فايز حرب، فقال: «جرحنا يا صاحب الغبطة ليس جرحاً شخصياً بل جرح وطني كبير»، وشجب أي «رأي سلبي لأي سبب كان تجاه بكركي». الى ذلك، أكد عضو «اللقاء النيابي الديموقراطي» فؤاد السعد في حديث الى موقع «لبنان الآن» الإلكتروني أن «هدف التصريح الذي أدلى به البطريرك الماروني عشية الانتخابات النيابية كان هدفاً وطنياً واضحاً لدى البطريرك صفير وكان يرمي إلى توعية الناخبين المسيحيين قبل أن يقبلوا على الاقتراع كي يحسنوا الاختيار». ولفت الى أن «الهجوم الذي شنته قيادات 8 آذار على صفير يعود إلى الضرر الذي لحق بها في الانتخابات نتيجة هذا التصريح»، مستغرباً أن «يصل الموقف السياسي الى حد تحريم ان تبدي البطريركية المارونية آراءها حيال القضايا والمفاصل السياسية والوطنية الكبرى».