غروزني - أ ف ب - أفادت السلطات العسكرية في جمهورية الشيشان أن القوات الفيديرالية الروسية قصفت ليل السبت - الأحد المدن الشيشانية الكبرى، خصوصاً العاصمة غروزني. فيما اقترحت إيران ارسال بعثة إنسانية من منظمة المؤتمر الإسلامي برئاسة وزير خارجيتها كمال خرازي. وفي عداد المدن التي تعرضت للقصف الروسي، ذكرت المصادر الشيشانية مدينة اوروس - مارتان الواقعة على بعد عشرين كيلومتراً جنوب غربي غروزني، ومدينة ارغون الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شرق العاصمة الشيشانية. وأعلن قائد القوات المسلحة الشيشانية عيسى منييف ان عمليات القصف اوقعت في الأيام الأخيرة 30 قتيلاً وأكثر من 15 جريحاً، لكنه لم يوضح هل كان الضحايا من العسكريين أم أن بينهم مدنيين. وكان رئيس بلدية غروزني ليشا دوداييف ذكر السبت ان ما لا يقل عن 260 قتيلاً سقطوا خلال 48 ساعة بالقصف المكثف الذي بدأ مساء الخميس، وأعرب عن اقتناعه بأن عدد القتلى سيتجاوز الخمسمئة. وعمد الجيش الروسي، الذي بدأ عملياته العسكرية في الشيشان مطلع أيلول سبتمبر الماضي، إلى تشديد الطوق حول العاصمة وإحكام سيطرته على مرتفعات غروزني. وفي طهران، اقترح وزير الخارجية كمال خرازي على نظيره الروسي ايغور ايفانوف الذي يزور إيران، ارسال مساعدة انسانية الى اللاجئين الشيشان في اقرب وقت ممكن. وقال خرازي خلال مؤتمر صحافي بحضور ايفانوف: "اقترحت ترؤس بعثة منظمة المؤتمر الاسلامي شخصياً إلى موسكو للتحدث عن الوضع في الشيشان". وأضاف خرازي، الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي، ان الوضع في الشيشان هيمن على محادثاته مع ايفانوف. وأوضح ان ايران "على استعداد لارسال مساعدة انسانية الى اللاجئين الشيشان في اقرب وقت ممكن". وتابع قائلاً إن ايفانوف سيعرض اعتبارا من اليوم الاقتراح الايراني في اجتماع مجلس الوزراء في موسكو. أما وزير الخارجية الروسي الذي يقوم بزيارة عمل لطهران، فاعتبر ان ما يجري في الشيشان "قضية داخلية بحتة". وقال إن "الوضع في الشيشان يرتدي طابعاً داخلياً، وروسيا لن تسمح لأي كان بأن يتدخل فيه"، موضحاً أن موسكو "ترغب في عودة الهدوء والسلام الى منطقة القوقاز". وشدد الوزير الروسي على "اننا لا نريد ان يصبح القوقاز منطقة نفوذ ومواجهة، ولكن على العكس منطقة سلام وتعاون بين جميع الدول، خصوصاً إيرانوروسيا". وقال أيضاً إن روسيا "لم تهاجم الشيشان لأنه جزء لا يتجزأ من الاتحاد الروسي"، ولكن "الأمر يتعلق بهجوم على ارهابيين ومجرمين مسؤولين عن قتل اكثر من 1500 مدني". وفي ما يتعلق بالتعاون النووي بين ايرانوروسيا، أكد ايفانوف ان هذا التعاون الذي يتمحور حالياً حول انجاز محطة بوشهر النووية، على الخليج، "سيستمر وبتصميم في اطار احترام الاتفاقات الدولية". وبالاضافة الى خرازي، التقى ايفانوف بعد ظهر أمس الرئيس الايراني محمد خاتمي وسلمه رسالة من الرئيس بوريس يلتسين. كما سيلتقي حسن روحاني، نائب رئيس البرلمان وامين عام مجلس الامن القومي وهو اعلى سلطة لاتخاذ القرار في ايران فيما يتعلق بقضايا الدفاع والامن. وفي موسكو، أعلن مسؤول روسي أمس ان القوات الفيديرالية أتاحت للمدنيين ممراً للهروب من الهجمات المكثفة التي تتعرض لها العاصمة غروزني. وأضاف نائب رئيس الوزراء نيكولاي كوشمان لتلفزيون "ان. تي. في": "اعتقد انه ما زال هناك مدنيون في المدينة إلا ان عددهم ليس كبيراً. واتيح لهؤلاء الناس ممر للهرب". وتابع كوشمان وهو ممثل الحكومة الروسية في الشيشان انه جرى توزيع منشورات في شتى انحاء غروزني لابلاغ المدنيين بالطريق الذي يتعين ان يسلكوها للخروج من المدينة التي تحاصرها القوات الاتحادية. ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن المركز الصحافي للجيش الروسي في المنطقة ان "عمليات مكافحة الارهاب" مستمرة. وانه يتم تعزيز لمواقع. واضاف: "تتواصل استعداداتنا للقتال في المناطق الحضرية والجبلية". وتلجأ القوات الروسية حتى الآن إلى قصف مواقع المقاتلين بالمدفعية والطائرات متجنبة الالتحام القتالي الذي كلفها آلاف القتلى وأدى الى هزيمة مهينة في حرب الشيشان خلال الفترة من 1994 الى 1996.