توجه الرئيس الروسي الى اسطنبول في "مهمة صعبة" على رغم رهانه على "تغلب التفكير السليم في رؤوس لم تنضج بعد" وصعدت موسكو احتجاجها على "حملة إعلامية غربية" بسبب حرب الشيشان وكثفت خطواتها لاستمالة فئات شيشانية معتدلة، خصوصاً مفتي الشيشان الحاج أحمد قادر. واكدت على تعاونها مع المنظمات الدولية لمساعدة النازحين، فيما احتجت جورجيا على اغارة المروحيات الروسية على أراضيها. وقال الرئيس بوريس يلتسن عند مغادرته موسكو الى اسطنبول انه يعتبر مهمته في قمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية صعبة، إلا أنه اعرب عن الأمل في ان "يتغلب التفكير السليم لدى بعض من لم ينضجوا بعد بفضل جهودي المكثفة". واستبعدت مصادر ديبلوماسية في موسكوواسطنبول وصول اصلان مسخادوف الى العاصمة التاريخية لتركيا خلال انعقاد القمة. وعلى صعيد آخر انتقد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف خلال لقائه مفوض الاممالمتحدة سادكو اوغاتا موقف وسائل الاعلام الغربية وانحيازها الى "الارهابيين الشيشانيين" والاستقبال الودي الذي يلقاه ممثلوهم في بعض العواصم الأوروبية. وتمنى الوزير الروسي ان تعمل رحلة اوغاتا الى موسكو والى شمال القوقاز على توضيح حقيقة الأوضاع في المنطقة، واكد استعداد موسكو للتعاون مع الجميع لتجاوز "صعوبات موقتة ذات طابع انساني". وأشار النائب الأول لوزير الخارجية الكسندر افدييف في حديث الى وكالة "انترفاكس" الى ان روسيا "تعترض بصورة واضحة ومكشوفة على النهج الغربي الرامي الى بناء عالم ذي بعد واحد والى إلغاء مبادئ جوهرية للحق الدولي". الا انه استبعد العودة الى أجواء الحرب الباردة. وفي السياق نفسه حملت الخارجية الروسية في تصريحها الذي نشرته وكالة "انترفاكس" على بيان أدلت به مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون وجاء فيه ان "خروقات جدية للحقوق الاساسية تمارس في شمال القوقاز". واتهمتها الخارجية الروسية ب"عدم فهمها للوضع الراهن في الشيشان" وسكوتها على جرائم القتل والخطف وتحويل الناس الى عبيد وتفجير المباني في المدن الروسية. ونفى وزير شؤون الطوارئ سيرغي شويغو خلال لقائه اوغاتا حدوث "كارثة انسانية" بسبب العمليات العسكرية في الشيشان، وأضاف ان "بإمكان روسيا ان تحل المشاكل القائمة، ولكن موسكو ستقبل شاكرة مساعدة من الغرب في حال تقديمها". وفي تحرك لاستمالة فئات شيشانية مناوئة للقادة الراديكاليين في غروزني التقى رئيس الحكومة فلاديمير بوتين احمد حاج قادر مفتي جمهورية الشيشان الذي يتعامل حالياً مع السلطات الروسية، واختلف مع مسخادوف، واكد المفتي ان "غالبية الشعب الشيشاني تعارض الارهاب والعنف" واتهم "المتطرفين" بالاستيلاء على السلطة في الشيشان تحت ستار ديني. وبحث بوتين مع المفتي الشيشاني في موضوع زيادة "المساعدات" الروسية للمناطق الشيشانية "المحررة" خصوصاً مدينة غودرمين. في الساق نفسه، أعلن بيسلان غانتميروف، المحافظ السابق لغروزني الذي برز نشاطه المؤيد لروسيا في الآونة الأخيرة منذ اطلاق سراحه من السجن انه بصدد تنظيم فصائل شيشانية مسلحة لمساعدة القوات الروسية في "القضاء على فلول العصابات الارهابية". وعلى صعيد آخر، أعربت جورجيا عن القلق من غارة شنتها ثلاث مروحيات روسية على الأراضي الجورجية في منطقة شاتيل قرب الحدود مع الشيشان وقالت مصادر في وزارة الدفاع في تبليسي ان المروحيات ألقت ألغاماً على الطريق الذي يربط البلدين، غير ان ناطقاً باسم وزارة الدفاع الروسية نفى وقوع الغارة على جورجيا. وأوضح ان المروحيات أغارت على وادي أرغون داخل الحدود الروسية.