جنيف - أ ف ب - يقدر عدد الاطفال دون الخامسة عشرة الذين سيكونون فقدوا أمهم او والديهم معاً بسبب الايدز بحوالى 2،11 مليون طفل نهاية 1999، وهو رقم مرشح لأن يرتفع الى 13 مليون يتيم في نهاية 2000 وفق تقرير للأمم المتحدة التي تؤكد مع ذلك امكان تفادي عشرات الملايين من الوفيات. ولمناسبة اليوم العالمي للايدز وجهت منظمة "يونيسيف" وبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز، اللتان أعدتا التقرير، مع منظمة اميركية متخصصة في مكافحة الايدز، نداء الى الحكومات والمنظمات المختلفة لدفعها الى تقديم مساعدات عاجلة لدعم برامج مكافحة الايدز وحماية حقوق النساء والاطفال وتقديم العون لهم ووقف التمييز بحقهم. وقالت كارول بيلامي، المديرة التنفيذية لليونيسيف في بيان "قبل ظهور الايدز لم يكن عدد اليتامى في الدول النامية يتجاوز 2 في المئة لكنه وصل الى 7 في المئة في 1997 في معظم الدول الافريقية، والى 11 في المئة في عدد منها". ولاحظ التقرير ان العائلة التقليدية الافريقية آخذة في الانهيار، والاجداد ذوي الدخل المحدود جداً لا يستطيعون تأمين احتياجات احفادهم. كما تزيد الازمة الاقتصادية الوضع تفاقماً لجهة سوء التغذية والامراض والانتهاكات الجنسية والدعارة. واليتامى هم الاكثر تعرضاً للحرمان من التعليم والتمييز والعزلة والنبذ. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز بيتر بيو "نصف الاشخاص يصابون بالايدز قبل سن 25 ويتوفون قبل ان يبلغ اطفالهم سناً تسمح لهم بتأمين احتياجاتهم". واضاف ان "الايدز حصد حتى الآن حياة 16 مليون انسان، وهو رقم آخذ في الارتفاع، ونتائج ذلك على الاطفال مخيفة". واكثر الدول معاناة هي بوتسوانا وملاوي وزامبيا وزيمبابوي. وفضلت هذه الدول الواقعة جنوب القارة الافريقية، وتأخرت في تحمّل مسؤولياتها ازاء اليتامى، تدعيم الهيئات الاجتماعية التقليدية لرعاية يتامى الايدز بدلاً من الاعتماد على المنظمات المتخصصة. وتضم دول شرق وجنوب افريقيا، حيث يعيش 8،4 في المئة من سكان العالم، اكثر من 50 في المئة من حاملي الفيروس، كما كانت حصتها 60 في المئة من الوفيات الاجمالية. ومع ذلك اكدت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية غرو هارلم برونتلاند انه لا يزال من الممكن تفادي عشرات الملايين من الوفيات اذا تم تنسيق تحرك عاجل في افريقيا وغيرها. واضافت في مقابلة مع صحيفة "ايكو" الفرنسية ان المنظمة ستمارس ضغوطا لتسريع العمل على وضع ادوية جديدة والتوصل الى لقاح مضاد لفيروس الايدز الذي اصيب به 50 مليون انسان منذ ظهوره. وقالت برونتلاند ان العالم النامي يتحمل 90 في المئة من أعباء المرض ولكنه لا يملك سوى 10 في المئة من الاموال المخصصة للصحة. واضافت ان تراتبية الامراض التي تسبب العدد الاكبر من الوفيات ستتغير مع الوقت حيث يتوقع ان تتصدر امراض القلب والشرايين والانهيار العصبي وحوادث السير قائمة الامراض المسببة للوفاة او العجز بحلول 2020. وقالت برونتلاند ان الوفيات الناجمة عن التدخين يتوقع ان تتجاوز جميع الامراض الاخرى كلاً على حدة.