على رغم ما تعلنه الحكومة العراقية من اعتزامها "الرد بحزم" على الضربات الصاروخية الايرانية التي تستهدف مواقع وتجمعات منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة لحكومة طهران وتتخذ في مدن عراقية حدودية عدة اضافة الى العاصمة بغداد مقرات لها، الا ان المسؤولين العراقيين يظهرون في لقاءات مع نظرائهم الايرانيين نقيض تلك التصريحات المتشددة. وتنوه بغداد ب "تكثيف ايران هذا العام خطواتها لتنشيط تعاملاتها التجارية مع العراق"، وتشير وكالة الانباء العراقية في تقرير لها عن "علاقات العراق التجارية هذا العام" الى "مشاركة واسعة للشركات الايرانية في دورة معرض بغداد الدولي والاتفاقات التي ابرمت على هامش زيارة وزير التجارة الايراني محمد شريعتمداري في الميادين الطبية والغذائية والزراعية والمنسوجات والطاقة الكهربائية والتسهيلات الممنوحة للقطاع الخاص في كلا الجانبين لفتح اعتمادات وتقديم تسهيلات مصرفية وجمركية واقامة اسواق على نقطة الحدود المشتركة واعتماد نقطة المنذرية - خسروي الحدودية منفذاً لحركة المبادلات التجارية بينهما". ومن ضمن سعي بغداد الى الاستفادة من زيارة الايرانيين في مجموعات سياحية للمراكز الدينية الشيعية في الكاظمية وسامراء وكربلاء والنجف، في توفير مصدر لتزويدها بالعملات الصعبة غير المنظورة، عبرت قبل ايام مجموعة من 999 زائراً ايرانياً نقطة المنذرية الحدودية بعدما توقفت عملية عبور الزائرين الايرانيين اثر زيادة في المبالغ التي تطلبها الحكومة العراقية عن سماحها لكل زائر ايرانّي بدخول الحدود واتمام منهاج الزيارة. ويبدو ان تفاهماً ايرانياً - عراقياً بهذا الشأن أثمر في ازالة عقبات فرق السعر ، مثلما أثمر في خطوة بارزة تمثلت الاسبوع الحالي بافتتاح "البيت العراقي" في العاصمة طهران. ونقلت وكالة الانباء العراقية ان وكيل وزارة الثقافة والاعلام حميد سعيد سافر الى طهران لتمثيل بلاده في هذا الحدث اضافة الى السفير العراقي عبد الستار الراوي بحضور ممثلين من وزارة التوجية الايرانية وسفراء دول عربية واسلامية. وضم "البيت العراقي" في طهران أربعة معارض الاول وأوضحت محتوياته "جواب العراق على الحصار والعدوان"، والثاني بعنوان "الكلمة العراقية"، والثالث "متحف حضارة وادي الرافدين"، والرابع ل "الفن العراقي المعاصر". ولاحظ مراقبون ان هذا الانفتاح العراقي-الايراني جاء متوافقاً مع اعلان الجهات الايرانية الرسمية تطبيق قرارات صارمة بحق المقيمين غير الشرعيين في ايران ومنهم مئات الالاف من العراقيين الفارين من بلادهم اثر تعرض مناطقهم الحدودية لهجمات من قبل وحدات عسكرية عراقية، واعلان السفير العراقي في طهران موافقة الجهات المختصة في بلاده على تزويد العراقيين المقيمين في ايران بوثائق سفر رسمية تمكنهم من العودة اثر اشتداد الحملات الايرانية بحقهم.