عبرت قافلة ايرانية من زوار الأماكن الدينية الشيعية في العراق نقطة المنذرية الحدودية العراقية للمرة الأولى منذ 18 سنة، واستقبلت بحفاوة بالغة، اذ نحر العراقيون الخراف احتفاء بالزوار الذين وزعت عليهم صور الرئيس صدام حسين. واعرب مسؤولون ايرانيون وعراقيون شهدوا عبور القافلة عن ثقتهم بأن هذه الخطوة ستساهم في تطوير العلاقات بين البلدين. وشدد العراقيون على ان الأمور تتجه الى "حسم كل القضايا المعلقة" بين بغدادوطهران منذ حرب السنوات الثماني 1980 - 1988، فيما أبدى المسؤول عن القافلة حسين واعظي اطمئنانه الى الترتيبات الأمنية التي تنتظر الزوار الايرانيين في العراق. وقال ل "الحياة": "كانت المسائل الأمنية وكل ما يتعلق بسلامة الزوار من القضايا التي بحثت مع الجانب العراقي قبل الاتفاق النهائي، ونحن مطمئنون الى ان العراقيين سيفون ما تعهدوا به من ضمان لأمن زوار العتبات الشيعية وسلامتهم". وتوقع القائم بالاعمال العراقي في طهران صلاح السمرمد "حسم كل القضايا العالقة" بين البلدين هذه السنة. وكانت القافلة التي تضم 750 ايرانياً انطلقت من طهران صباح الجمعة واقيمت لها مراسم وداع رسمية. وجميع الزوار من ذوي الشهداء وأقارب قتلى الحرب العراقية - الايرانية، وسينتقلون الى مدن كربلاء والنجف وبغداد والكاظمية وسامراء. وأشرف على حفلة وداع القافلة في طهران رئيس "مؤسسة الشهيد" حجة الاسلام رحيميان. وقال: "نحن واثقون بأن الشعب العراقي يكن كل المودة لأشقائه الايرانيين". واللافت ان وزير الثقافة والإرشاد الاسلامي في ايران عطاء الله مهاجراني رافق القافلة عند نقطة المنذرية الحدودية، وصرح بأن زيارة الأماكن الدينية "خير وسيلة لتعزيز أواصر التعاون بين شعبينا".