جُمّد التصويت على مشروع قرار "اومنيبوس" العراقي الى ما بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية السبع وروسيا في برلين غداً الجمعة تلبية لطلب تقدمت به فرنسا الثلثاء فيما كان المجلس يستعد للتصويت. وأكد مسؤول بريطاني ان رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري، سفير بريطانيا، السير جيريمي غرينستوك لن يحدد موعداً لاجراء التصويت الا بعدما يحذف من المعادلة كل مفاجأة ممكنة، نظراً للاحراج الناتج عن المفاجأة الفرنسية في آخر لحظة بطلبها تأجيل التصويت. وأعطت الولاياتالمتحدةوبريطانيا الى روسياوالصين مخرجاً مكّنهما من استبدال التلويح باستخدام "الفيتو" على مشروع القرار الشامل بخصوص العراق بموقف الامتناع عن التصويت ووضعت جميع الترتيبات لتبني مجلس الأمن قراراً يحدد شروط وظروف "تعليق" العقوبات المفروضة على العراق بما يجعل "التعليق" المشروط، والمحدد بأربعة اشهر، رهينة اختبار تعاون بغداد مع هيئة جديدة لنزع السلاح تسمى "انموفيك" ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وامتثالها لبرامجهما، ويحجب القرار عن "التعليق" التجديد الاوتوماتيكي ويؤجل دخوله حيز التنفيذ الى شهور في احسن الحالات. كما انه يضع رقابة على المعاملات المالية المترتبة على "تعليق" العقوبات. وقالت مصادر روسية رفيعة المستوى ل"الحياة" ظهر أول من أمس قبيل المفاجأة الفرنسية ان مشروع القرار، بتعديلاته الاخيرة، "يمكننا السماح بتبنيه"، وأكدت ان الموقف الروسي سيكون الامتناع عن التصويت على المشروع. وأدخلت بريطانيا صاحبة مشروع القرار الرسمية، تعديلات على لغة "آلية اطلاق تعليق العقوبات"، فحذفت الاشارة الى شرط "الامتثال الكامل" للعراق لمتطلبات نزع السلاح كآلية لاطلاق التعليق، واستبدلت بها لغة مشابهة جوهرياً لكنها أقل حزماً لغوياً مما مكّن روسيا من الموافقة عليها كصيغة تمكنها من الامتناع عن التصويت. وحسب المصادر الروسية الرفيعة المستوى، ان هذا التعديل، الى جانب اللغة المحسنة المتعلقة بتوضيح معنى احراز التقدم في مجال نزع السلاح، وتخفيف لغة الرقابة المالية المتشددة، وعدم الاشارة الى صلاحية استخدام القوة العسكرية، يعني للديبلوماسية الروسية "انهم تراجعوا واستدركوا"، في اشارة الى الولاياتالمتحدةوبريطانيا. لكن الديبلوماسية الفرنسية من ناحيتها عبّرت عن عدم الرضى عن النص الأخير لمشروع "اومنيبوس" نظراً لاستمرار الغموض فيه. ورجحت المصادر ان السبب وراء طلب فرنسا ايقاف عملية التصويت كان الانطباع الذي تركته بأنها تنوي الامتناع في الوقت الذي توقعت فيه بريطانياوالولاياتالمتحدة ان تدعم فرنسا القرار بعد التعديلات التي أدخلت عليه. وقالت مصادر بريطانية ان فرنسا تبحث عن "غطاء" لتبرير موقف الامتناع عن التصويت واستبعدت ان يكون الهدف تحويل الموقف الفرنسي من ممتنع الى موافق وداعم للقرار. وقالت مصادر فرنسية "لسنا راضين على النص"، كما كان واضحاً ان القرار كان سيلاقي امتناع 4 دول عن التصويت عليه روسيا، الصين، ماليزيا، وفرنسا "ونحن نرغب بالاجماع" في تصويت ايجابي لجميع اعضاء مجلس الأمن. وأشارت المصادر الفرنسية الى الفرصة المتوافرة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في برلين حيث سيلتقي وزراء خارجية كل من روسياوفرنساوبريطانياوالولاياتالمتحدة. وقالت ان فرنسا تود بذلك آخر جهد لضمان الاجماع وتحويل مواقف الامتناع الى مواقف ايجابية بعد ادخال تعديلات على مشروع القرار. واستبعدت المصادر البريطانية النجاح في تقريب المواقف الاميركية من جهة والروسية - الصينية - الفرنسية من جهة بما يسمح بتعديلات تضمن الاجماع.