أكدت تقارير المحققين الاميركيين في حادث سقوط الطائرة المصرية عدم وجود اي دليل على وقوع انفجار او حصول عطل ميكانيكي ظاهر، على ضوء تحليلات الكومبيوتر لشريط تسجيل غرفة القيادة الذي انتشل من قاع المحيط الاطلسي الشهر الماضي. وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" ان التحقيق الاميركي - المصري في شأن خلفية مساعد الطيار المصري جميل البطوطي وشخصيته لم يؤدِّ الى الكشف عن أي دوافع او ميول او اسباب تدعوه الى اسقاط الطائرة عمداً كما يعتقد عدد من المحققين الاميركيين. وأضافت ان تحليلات الشريط مستمرة، وان المحققين باتوا يعرفون من كان في غرفة القيادة عندما بدأت الطائرة في الهبوط وحتى توقف الشريط مع فقدان الطاقة في الطائرة قبل ان تهوي وتتحطم على سطح المحيط، ما أدى الى مقتل جميع ركابها وعددهم 217 شخصاً. ولا يزال المحققون الاميركيون يعتقدون ان البطوطي كان وحيداً في غرفة القيادة عندما توقف عمل الطيار الآلي وانحدرت الطائرة نحو المحيط. وزادت الصحيفة ان المحققين الاميركيين مرتاحون لتعاون السلطات المصرية في التحقيق، لكنهم يحذرون من انهم قد لا يكتشفون ابداً لماذا حطم البطوطي الطائرة اذا كان ذلك صحيحاً، وانه اذا كان سبب التحطم سبب ميكانيكي فإن التحقيق في شريط المعلومات وفحص الحطام الذي يجري انتشاله حالياً سيعطي الجواب. ونسبت الى مسؤول أميركي قوله "مشكلة الانتحار انه فعل غير منطقي يقوم به شخص". من جهة اخرى، قال نائب وزيرة العدل ايريك هولدر ان التحقيقات ستستمر حتى يتم ايجاد الاجوبة على الاسئلة "وعلينا ان نتابع التحقيق فقد نكتشف شيئاً في الحطام". وأضاف: "قد نجد اجابة في آلات القياس في الطائرة". وفي القاهرة، أكدت مصادر مصرية مطلعة أن ملف كارثة طائرة شركة "مصر للطيران" التي تحطمت نهاية الشهر الماضي قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة نوقش خلال المحادثات التي اجرتها اول من امس وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت مع المسؤولين المصريين. وأوضحت المصادر أن الجانبين أكدا حرصهما على أن تهيأ لأجهزة التحقيق الاجراءات المناسبة التي تمكنها من التوصل الى نتائج حقيقية لا تعتمد على التكهنات او الاشاعات. وأوضحت المصادر أن محققين مصريين شاركوا في فحص أصوات طاقم الطائرة المنكوبة التي سجلت على شريط الصندوق الاسود الثاني للطائرة حللوا الكلمات والعبارات التي وردت على ألسنة افراد الطاقم قبل تحطم الطائرة وسلموا المحققين الاميركيين تفسيرات علمية لها. ورفضت المصادر الكشف عن تفاصيل دقيقة مازالت محل تحقيق حتى الآن، لكنها شددت على أن التحقيقات التي ذهبت الى تورط مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي في الحادث "لم تثبت صحتها". واستبعدت المصادر التوصل الى نتائج نهائية قبل انتشال حطام الطائرة من قاع المحيط الاطلسي. وكان رئيس شركة "مصر للطيران" أعلن الاسبوع الماضي أن القاهرة "تعارض تولي مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي اف. بي. اي ملف الطائرة المنكوبة. وأشار الى ان الشركة على يقين بأن أياً من أفراد الطاقم لم يكن سبباً في الحادث. ورجح رئيس رابطة الطيارين المصريين وليد مراد أن يكشف انتشال حطام الطائرة السبب الحقيقي للكارثة. وتوقع أن تكون منطقة الذيل هي الاكثر تحطماً. وقال ل"الحياة": "ما حدث للطائرة يؤكد أن انفجاراً وقع في ذيلها، وان البطوطي حاول السيطرة على الطائرة بعد انفجار ذيلها لكن القدر كان أسرع منه".