انتقلت قيادة التحقيق في حادث سقوط طائرة "مصر للطيران" من المجلس الوطني لسلامة النقل الى مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي إف.بي.آي في تطور مفاجئ امس بعدما ظهرت اشارات الى ان الطائرة تحطمت على سطح المحيط الاطلسي نتيجة فعل بشري من جانب احد افراد طاقمها. واجرى الرئيس بيل كلينتون اتصالاً هاتفياً مع الرئيس حسني مبارك لاطلاعه على التفاصيل والاسباب. تفاصيل ص 5 وفي القاهرة اعتبر انتقال التحقيق "اجراءً طبيعياً". واعتبر وزير الاعلام السيد صفوت الشريف بعد اجتماع لمجلس الوزراء ان "المعلومات المتوفرة لم تصل حتى الآن الى قرار يحدد اسباباً مؤكدة للحادث"، فيما وصف بيان اصدرته شركة "مصر للطيران" ما تردد عن عمل اجرامي بأنه "اشاعات مغرضة". واوضح ان "النطق بالشهادتين امر طبيعي في حالة مواجهة الازمات". وتسارعت التطورات بعد تدقيق المحققين في شريط تسجيل اصوات افراد طاقم الطائرة والعثور على معلومات اضافية منها ان احد افراد الطاقم قرأ دعاءً في اللحظات الاخيرة للحادث. وكان من المنتظر ان يعلن المجلس الوطني لسلامة النقل في وقت متقدم من مساء امس عن انتقال قيادة التحقيق منه الى "إف.بي.آي" بعدما اتخذت الادارة قراراً في هذا الشأن وبعد مداولات اجرتها مع الحكومة المصرية. وكان مستشار الرئيس لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر شرح لكلينتون الموجود حالياً في تركيا ليل الاثنين تفاصيل ما توصل اليه التحقيق كما اجرى اتصالاً هاتفياً بمستشار الرئيس المصري الدكتور اسامة الباز لاطلاعه على المعلومات والتشاور معه. وفي وقت لاحق امس اتصل كلينتون بمبارك كما اجرت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت اتصالاً آخر مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى. وشهد يوم امس عملية مراجعة للشريط الذي انتشل من قاع المحيط شارك فيها عدد من كبار المسؤولين المصريين الذين وصلوا من القاهرة صباح امس. وقال مسؤول في الادارة الاميركية ان الهدف من زيارة الوفد المصري الاستماع مجددا الى شريط التسجيل للتأكد من المعلومات والنتائج التي توصل اليها الجانب الاميركي، من ان احد افراد طاقم الطائرة ربما ارتكب عملاً اجرامياً وانتحر. وبالتالي الموافقة على تسليم التحقيق الى مكتب التحقيقات الفيديرالي. وكشف المسؤول ان اشخاصاً يتقنون اللغة العربية، من وزارة الخارجية وغيرها من الوكالات الاميركية استمعوا الى الشريط وأبدوا قلقاً في شأن ما يحويه من معلومات. وأضاف ان قرار تسليم اف بي آي التحقيق يعني الوصول الى قناعة بأن ما توفر على الشريط، دفع المحققين الى الاعتقاد بأن الذي سبّب الكارثة شخص وليس عطلاً ميكانيكياً. وأوضح المسؤول ان ما دفع هؤلاء المحققين الى هذا الاعتقاد هو اكثر من مجرد استماعهم الى دعاء احد افراد الطاقم او ربما شخص آخر لكنه رفض الافصاح عن مزيد من التفاصيل. ورفض المسؤول في الادارة تأكيد اي من المعلومات التي تداولتها الصحف وشبكات التلفزيون امس عن وقوع اشتباك بين افراد طاقم الطائرة او قيام احدهم بمحاولة رفع الطائرة ومحاولة آخر انزالها. وشدد على القول ان الجانبين الاميركي والمصري يتعاونان معاً في مختلف جوانب التحقيق. وان هناك اتفاقاً بين الحكومتين على ان تتولى الحكومة الاميركية عملية التحقيق سواء كانت من جانب المجلس الوطني لسلامة الطيران او من جانب "اف بي آي". وفي القاهرة، أكد طيارون في "مصر للطيران" ان طاقم القيادة الذي كان على متن الطائرة المنكوبة "يتمتع بكفاءة عالية وحسن الخلق والأداء"، واستنكروا "محاولات ظالمة لإلصاق التهم بالشهداء"، في إشارة إلى أفراد الطاقم الذين لقوا حتفهم في الحادث. وينتظر ان تصدر رابطة طياري "مصر للطيران" بياناً للرد على ما وصفه مصدر في الرابطة ب"الافتراءات في وسائل الاعلام الأميركية". وأشار مسؤولون في الشركة إلى ان اعضاء وفد أميركي ضم خبراء في الطيران ورجال أمن أطلعوا في القاهرة أخيراً على مستندات تثبت سلامة الطاقم نفسياً وصحياً وخلو سجلهم من أي ملاحظات أمنية".