"لا للاستعجال" كان شعار امس للتحقيقات المشتركة الاميركية - المصرية في حادث تحطم طائرة "مصر للطيران" في الرحلة الرقم 990 فوق مياه الاطلسي فجر 31 تشرين الأول اكتوبر الماضي وأدت الى مقتل 217 شخصاً وتركت في قاع المحيط سرّها الذي لم يكشف حتى الآن حول أسباب سقوطها. وتراجعت أمس موجة التكهنات في الإعلام الاميركي، وكان واضحاً ان المجلس الأعلى لسلامة النقل والمسؤولين المصريين لن يعلنوا عن نتائج التحقيقات، كما انهم لم يبتوا بعد إذا كان مكتب التحقيقات الفيديرالي أف.بي.آي سيتسلم التحقيق قبل مرور بضعة ايام. وعزا مسؤول في الإدارة الاميركية أسباب عدم الاستعجال الى الرغبة في درس كل المعطيات والأدلة خصوصاً انه لم يتم حتى الآن استنساخ الشريط الصوتي كتابة، ونقله من العربية الى الانكليزية "ولم تتم ايضاً ! محاكاة شريط المعلومات الفنية والتقنية مع الشريط الصوتي" بهدف ايجاد توقيت مشترك لتسلسل الاحداث بشرياً وميكانيكياً". وأكد المسؤول الاميركي، انطلاقاً من ذلك، ان المحققين لم يتوصلوا الى نتيجة لعملهم بانتظار اجراء المحاكاة. واعترف المسؤول بأن "البعض" وصل الى نظرية أن مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي حطم الطائرة عمداً، مرتكزين الى "أدلة غير كافية وعلى فحص غير كامل للمعلومات"، في حين شدد "البعض الآخر" على ضرورة التمهل خصوصاً مع استمرار وجود الكثير من الأسئلة التي لا أجوبة عنها حتى الآن. وأشار المسؤول الى ان "البعض" الأول يشكل أقلية لكنه لا يزال يروج كثيراً من الروايات. وشدد المسؤول على ان كبار المسؤولين الاميركيين والمصريين الذين يمثلون مختلف الاجنحة الحكومية هم مع الرأي القائل بأن "الوقت لم يحن بعد". ومن هؤلاء رئيس المجلس الأعلى لسلامة النقل جيمس هول ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي لوي فري ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية توماس بيكرينغ وكبار المسؤولين الأمنيين والتقنيين المصريين. وتابع المسؤول ان العمل يركز الآن على فحص الأدلة وان هناك الكثير من الأمور التقنية غير المنطقية حول ما حدث في غرفة القيادة في الدقائق الأخيرة قبل سقوط الطائرة. وتحدث المسؤول عن سيناريوين يلقيان اهتمام المحققين وهما: الأول: هل قاد مساعد الطيار الطائرة عمداً الى البحر؟ الثاني: هل واجهت الطائرة بعض المشاكل التقنية وتجاوب معها الطيار بطريقة سيئة؟ وأشار الى ان التحقيق لم يظهر حتى الآن سيناريواً ثالثاً مرتكزاً الى مشاكل ميكانيكية كبيرة، لكنه أوضح انه ربما كانت هناك مشاكل غير طبيعية لكنها من النوع الذي لا يسبب كوارث ومنها ما يتعلق بضغط الزيت أو بتوقف عمل بعض الساعات والعدادات "وذلك غير كاف للتسبب بتحطم الطائرة، ولكن المطلوب شرح أسباب حصولها". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن انتقد بشدة ما نشرته وسائل الاعلام الاميركية والمصرية خصوصاً تضمنه "معلومات غير دقيقة ونظريات مؤامراتية". وقال ان ذلك يلحق أذى كبيراً بعائلات الضحايا في الولاياتالمتحدة. وقال: "لدينا الثقة بأن مصر والولاياتالمتحدة ستعملان معاً في التحقيق، ولن يلحق أذى بصداقتنا الوثيقة لأن لدينا الثقة بأن الحكومة المصرية مثلها مثل الحكومة الاميركية تريد الوصول الى الحقيقة ومعرفة ما حدث".