افادت مصادر مصرية مطلعة أن فريق التحقيق المصري الموجود حالياً في واشطن بدأ في فحص جهاز تسجيل الصوت الموجود في الصندوق الاسود الثاني الذي يضم تسجيلات صوتية لما حدث داخل قمرة القيادة في شركة "مصر للطيران" التي تحطمت نهاية الشهر الماضي قبالة السواحل الشرقية الاميركية. وأضافت ان المسؤولين الاميركيين ابدوا تعاوناً جيداً "في مسعى لتوضيح معنى ما ورد في التسجيلات من عبارات أطلقها افراد الطاقم". وأعربت عن اعتقادها بأن ما أعلن في وقت سابق من افتراضات عن انتحار احد افراد الطاقم "استند الى فهم خاطىء لعبارات تقال في اوقات الازمات". وأشادت المصادر نفسها بالتصريحات التي أدلى بها الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن ودعا فيها الى عدم تسريب معلومات تزيد من التكهنات والتسريبات الخاطئة عن أسباب الكارثة. ونفى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى وجود ازمة بين مصر واميركا بسبب قضية الطائرة، ونقلت وكالة "انباء الشرق الاوسط" عن موسى قوله "أنني لا اشعر ولا اعتقد ان هناك ازمة مطلقاً، وانما هناك عمل مكثف مطلوب". وأوضح ان ما يتردد عن وجود ازمة "استند في الواقع الى مجرد تكهنات بنيت بدورها على تسريبات مما ادى للوصول الى استنتاجات غير صحيحة"، واعرب موسى عن شكره للادارة الاميركية "لتعاونها الكبير مع مصر ومع اجهزتها من اجل الوصول الى حقيقة حادث الطائرة". وأشار الى ان الفريقين المصري والاميركي "يعملان سوياً ولا توجد حتى الآن نتائج محددة"، وأكد ان الكثير مما يذاع او ينشر في هذا الشأن "هو من قبيل التكهنات". وعبر عن أمله في "ان يصل التعاون بين الجانبين الاميركي والمصري في النهاية الى النتائج المرجوة وعلى نحو يعيد الامور الى نصابها ويوضح الامور بالنسبة الى الجميع سواء للحكومة المصرية أو لأسر الضحايا او لشركة مصر للطيران". وأصدرت أسرة مساعد قائد الطائرة المنكوبة جميل البطوطي بياناً أمس باللغة الانكليزية حمل عنوان "البيان الاخير من أسرة البطوطي" جاء فيه "إننا نشعر بالاستياء الشديد عما جرى خلال الايام القليلة الماضية من محاولات وتسريبات وتصريحات وتقارير غير مسؤولة روجت لها وسائل الاعلام سعياً نحو تشويه سمعة شركة "مصر للطيران"، ونحن نحترم ونثق في جهات التحقيق، ولدينا الامل في أن يعلن المسؤولون الاميركيون والمصريون النتائج الرسمية للتحقيقات للعالم كله ليعرف الجميع الحقائق والوقائع عن سبب الكارثة التي أصابتنا". وطالب البيان وسائل الإعلام "وقف التكهنات واحترام خصوصيات عائلة الشهيد البطوطي وأن يتركوا أفراد العائلة في ظل أحزانهم". سيرة ذاتية للطاقم ووزعت رابطة طياري "مصر للطيران" قائمة تضمنت معلومات عن طاقم الطائرة المنكوبة وتضمنت تفاصيل عن سيرهم الذاتية وساعات الطيران المدونة في سجلاتهم منذ التحاقهم بالعمل في الشركة، وكذلك عدد ساعات الطيران على طراز "بوينغ - 767". وذكرت القائمة أن قائد الطائرة أحمد الحبشي من مواليد 7 كانون الاول ديسمبر العام 1941 والتحق بالشركة في 13 تموز يوليو 1963 وبلغ عدد ساعات طيرانه 14384 ساعة منها 6362 ساعة على طراز "بوينغ - 767" الذي عمل عليه منذ عام 1983. أما الطيار حاتم علي رشدي فمن مواليد 21 كانون الثاني ديسمبر 1941 والتحق بالشركة في 26 تشرين الثاني نوفمبر 1967 ورصيده 13255 ساعة طيران منها 6447 على طراز "بوينغ - 767" الذي عمل عليه منذ عام 1983. والطيار رؤوف نورالدين من مواليد أول تموز يوليو 1947 التحق بالشركة في 30 كانون الثاني يناير 1982 ورصيده 12204 ساعة منها 1343 ساعة على طراز "بوينغ - 767" الذي عمل عليه منذ مطلع عام 1997. وذكرت القائمة ان الطيار جميل حامد ابراهيم البطوطي من مواليد 4 آذار مارس 1940 التحق بالشركة منذ عام 1987 ورصيده 12538 ساعة طيران منها 5202 ساعة على طراز الطائرة المنكوبة التي عمل عليها منذ نهاية العام 1989، اما رأفت سامي عياد مسعود فهو من مواليد 19 تشرين الاول اكتوبر 1961 والتحق بالشركة منذ 7 أيلول سبتمبر 1993 ورصيده 2446 ساعة منها 386 ساعة على طراز "بوينغ - 767" الذي عمل عليه منذ آذار مارس 1996، والطيار عادل انور حسني ابراهيم وهو من مواليد 15 تشرين الثاني 1962 والتحق بالشركة منذ ايلول سبتمبر 1994 ورصيده 3361 ساعة طيران منها 1493 ساعة على طراز الطائرة المنكوبة التي عمل عليها منذ تشرين الاول اكتوبر 1996، والطيار هشام فاروق عبدالحليم من مواليد 27 تموز يوليو 1967 والتحق بالشركة منذ 16 كانون الثاني 1994 ورصيده 2827 ساعة منها 1320 ساعة عل طراز 767 الذي عمل عليه منذ كانون الاول 1996. وكان آخر القائمة هشام أحمد علي عمر وهو من مواليد أول أيلول سبتمبر 1961 والتحق بالشركة في 15 تشرين الثاني نوفمبر 1995 ورصيده 1719 ساعة طيران منها 160 ساعة على طراز الطائرة المنكوبة التي عمل عليها منذ حزيران يونيو 1999. رحلات نيويورك من جهة أخرى أكد مصدر مسؤول في القطاع التجاري في "مصر للطيران" عدم تأثر حركة السفر على رحلات المؤسسة بين القاهرةونيويورك وأن الحجوزات السابقة لم تشهد أي نسبة إلغاء بعد مرور ثلاثة أسابيع على حادث الطائرة المصرية. وقال المصدر "على الرغم من ان اسطول المؤسسة فقد احدى طائراته، الا ان حركة رحلات الشركة تسير بصورة طبيعية ومن دون اي تأخير، اذ شعر جميع العاملين في مصر للطيران بأنهم يواجهون تحدياً في ظروف صعبة ودفعهم ذلك للعمل بكل جد ونشاط". وأشار الى ان الشركة ستلجأ في مواسم الذروة مثل عمرة رمضان وموسم الحج الى استئجار احدى الطائرات لاستيعاب الحركة المتزايدة خلال هذه المواسم. وفي واشنطن أ ف ب نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول في مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" امس ان اقوال مساعد قائد الطائرة "مصر للطيران" التي تحطمت في المحيط الاطلسي في 31 تشرين الأول اكتوبر الماضي نقلت في شكل خاطئ. وكان المحققون نقلوا الى الصحافة العبارتين اللتين تلفظ بهما البطوطي حسب التسجيلات الجزئية والأولية لمحادثة دارت في قمرة القيادة وهما "لقد اتخذت قراري. توكلت على الله". وأعلن المسؤول الذي رفض ذكر اسمه "يبدو ان العبارة الأولى ليست في الشريط". وأشارت الصحيفة الى ان المسؤول نسب الترجمة التي نشرت في الأيام الاخيرة في وسائل الاعلام الاميركية الى خطأ في فهم المترجمين الرسميين الذين يستمعون الى التسجيلات منذ 15 من الشهر الجاري. وكانت السلطات المصرية والجالية الاسلامية في الولاياتالمتحدة كررتا ان المحققين فهموا في شكل خاطئ مغزى الأقوال المنسوبة الى مساعد قائد الطائرة. ورفض الناطق باسم "اف بي آي" امس التعليق على ما نشرته الصحيفة وعلى فحوى التسجيلات. واكتفى جيم ديفيس بالقول "لا نتولى مسؤولية التحقيق وبالتالي لا ندلي بتعليقات". ويتولى المكتب الوطني لسلامة النقل التحقيق في سقوط الطائرة التي كان على متنها 217 شخصاً. وكان اعلن مطلع الاسبوع انه سيسلم التحقيق الى جهاز "اف بي آي" بهدف تحديد الأسباب الاجرامية المحتملة.