اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية امس الشيخ حمود هاشم الذارحي، عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للاصلاح، اثر محاولة مجموعة قبلية مسلحة خطف خمسة سياح ايطاليين في منطقة "فرضة نهم" 35 كيلومتراً شمال صنعاء هم على علاقة بشركة "المنقذ" الاستثمارية التي وقع خلاف بينها وبين السلطات اليمنية، والذارحي أحد أبرز وكلاء هذه الشركة. وجرح أمس ضابطان من قوات الجيش اليمني على مقربة من مدينة الضالع 170 كيلومتراً شمال عدن في انفجار عبوة ناسفة على طريق تسلكه قوات الجيش بواسطة جهاز تحكم من بعد. وأكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى ل"الحياة" امس ان اعتقال الذارحي تم لأخذ أقواله في شأن حادث محاولة اختطاف خمسة سياح ايطاليين في منطقة "فرضة نهم" عندما كانوا في طريقهم من صنعاء الى محافظة مأرب. وقامت بالمحاولة مجموعة من رجال القبائل المسلحين، أول من أمس، وتمكنت دورية حراسة كانت ترافق السياح من إفشال العملية بعد اشتباكات بالرصاص مع الخاطفين، وألقت القبض على أحدهم ويدعى فرج هادي مسعود. وقالت المصادر نفسها ان فرج مسعود كان يتزعم المجموعة التي حاولت خطف الاجانب بهدف الضغط على الحكومة اليمنية "لإنصاف شركة المنقذ للاسهم التجارية" القريبة من حزب "الاصلاح" وحسم الخلاف مع الحكومة حول أراض واسعة في عدن تدعي الشركة ملكيتها وتطالب الحكومة بعشرات البلايين من الريالات كتعويض. وأضافت المصادر ان اسم الذارحي ورد في أقوال الذين قبض عليهم في محاولة الخطف، باعتباره وكيلاً عن شركة "المنقذ" امام الطرف الآخر، بالإضافة الى شخص آخر عضو في "الاصلاح" واسمه أنس عبدالله الأهدل وهو عضو بارز في الشركة. وكانت اجهزة الأمن تبحث عن الأهدل حتى بعد ظهر امس. ومن المتوقع ان يثير اعتقال الشيخ الذارحي كان شغل منصب محافظ صنعاء حتى عام 1997 خلافاً بين حزب "الاصلاح" الذي يتزعمه الشيخ عبدالله الأحمر والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس علي صالح. وقد يفجر أزمة سياسية بين الحزبين، على رغم ان المصادر الأمنية نفسها أكدت أن اعتقال الذارحي قد لا يستمر أكثر من بضع ساعات لأخذ أقواله في القضية. لكن مصادر في حزب "الإصلاح" قالت ل"الحياة" امس ان طاقماً أمنياً وعدداً من الجنود دهموا منزل الشيخ الذارحي بالقوة وأخذوه عنوة من دون السماح له بأن يذهب الى مركز الشرطة بسيارته الخاصة. واعتبرت المصادر ان ما وقع للذارحي "إهانة كبيرة للاصلاح" و"محاولة لتصفية حسابات خاصة وحزبية من جانب متنفذين" في الحكومة والحزب الحاكم. وأكدت ان حزب الإصلاح "لن يسكت". الى ذلك، أكدت مصادر أمنية في مديرية أمن مدينة الضالع ل"الحياة" امس ان الانفجار الذي وقع على طريق الضالع - الجرباء باتجاه قرية نشام قرب مكتب وزارة الاسكان جنوبالمدينة سمع دويه في أرجاء المدينة وأسفر عن جرح ضابطين أحدهما يدعى علي عياش برتبة رائد في الجيش والآخر برتبة ملازم، كانا على متن صهريج تابع لأحد المعسكرات في المنطقة ويحمل خزان مياه ربما كان هدفاً للتفجير، لأنه عادة ما يكون على متنه عدد أكبر من جنود المعسكر لجلب المياه النقية للشرب من مدينة الضالع. وقالت المصادر ان الحادث وقع على طريق آمنة تسلكها سيارات وناقلات للجيش بصورة دائمة ولم يسبق أن وقع فيها أي حادث من أي نوع. واعتبرت ان للحادث علاقة بالحملة الأمنية التي تقوم بها السلطات المحلية بالتعاون مع الجيش لملاحقة رجال عصابات مسلحة من قبائل المنطقة بتهم ارتكاب جرائم سرقة وتفجيرات وقطع طرق. مؤكدة ان قوات أمنية وعسكرية تقوم بعملية تمشيط واسعة النطاق في المنطقة بحثاً عن مرتكبي التفجير الذي تعتقد السلطات المحلية انه تم بواسطة جهاز تحكم من بعد.