عاد الهدوء إلى مديرية الضالع في محافظة لحج اليمنية 131 كليومتراً شمال عدن أمس، وتوقفت الاشتباكات بين قوات الأمن والجيش ومجموعات قبلية مسلحة في عدد من قرى المنطقة بعدما استمرت يومين، فيما تضاربت الأنباء حول عدد القتلى والجرحى. ويقول شهود عيان أن سبعة أشخاص قضوا في الاشتباكات من الجانبين بالاضافة الى عشرات الجرحى الذين يعج بهم مستشفى النصر في الضالع. لكن المصادر الأمنية لم تعترف إلا بمقتل شخص واحد وجرح آخر في حادث جنائي وكذّبت حصول اشتباكات، وقالت ان ما حدث هو عملية ملاحقة لمجموعة حاولت قطع الطرق والإخلال بالأمن. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة أمس ان لجنة حكومية تضم أعضاء من أعيان المنطقة ومشائخ القبائل، تدخلت لوقف النار بين قوات الأمن والمواطنين المسلحين الذين تمركزوا في مرتفعات جبلية وتمترسوا في مواقع الاشتباكات التي زادت ضراوتها مساء الجمعة وصباح السبت، فيما كانت القوات الحكومية من الأمن والجيش طوقت المنطقة خلال اليومين الماضيين. وأفادت المصادر نفسها ان هذه القوات بدأت تعود تدريجاً الى معسكراتها، وأبقت مجموعة من الجنود والأطقم الأمنية تحسباً لأي طارئ. وأكدت المصادر أن طريق صنعاء - عدن، الذي يمر بالمنطقة، فتح بعد عصر أول من أمس وأن الأمور عادت الى طبيعتها أمس لكن خطوط الهاتف لا تزال مقطوعة عن بعض قرى المديرية لأسباب أمنية، كما أن حال الطوارئ التي أعلنها محافظ لحج فور اندلاع الاشتباكات يوم الخميس الماضي لا تزال مفروضة. وباشرت لجنة يشرف عليها نائب رئيس الجمهورية الفريق عبدربه منصور هادي، وتضم وكيل محافظة لحج ومدير أمن الضالع وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية من المنطقة تقصي الحقائق لمعرفة ملابسات الاحداث التي شهدتها المديرية. وعلمت "الحياة" امس ان اللجنة الحكومية المشتركة مع اعيان ومشائخ المنطقة بدأت في فتح ملف للتحقيق وانها سترفع تقريراً مفصلاً الى الجهات الحكومية المسؤولة. وفي هذا السياق ربطت اوساط سياسية في صنعاء بين الاشتباكات المسلحة التي جرت في الضالع وبين احداث التفجيرات التي وقعت اخيراً في مناطق مودية وجعار في محافظة أبين، التي تقول مصادر امنية في المحافظة ان مرتكبيها ينتمون الى جماعات اسلامية تابعة للجهاد الاسلامي. وتقول هذه الاوساط ان مجموعة ينتمون الى الجهاد تغلغلوا في صفوف المواطنين في احداث الضالع وقاموا بتوزيع أسلحة وقنابل وقذائف "ار. بي. جي" على عدد من القرى بحجة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المنازل والحرمات. وكان مصدر امني اكد في بيان وزعه امس ان "الوضع في منطقة الضالع عاد الى طبيعته وان التحقيق مستمر في الحادث الذي يعتبر جنائياً بحتاً وليست له دوافع اخرى".