نواكشوط - د ب أ - ذكر مصدر رسمي في نواكشوط أن الحكومة الموريتانية أصدرت امس أمراً بحل حزب الطليعة الوطنية المعارض بعدما اتهمته بالعمل على تخريب البلاد بأوامر من السلطات العراقية. وقال المصدر أن الشرطة تلقت أوامر بإغلاق مقر الحزب وسحب ترخيصه، مكرراً ان "الطليعة"، الذي يضم التيار البعثي الموالي لبغداد، "تلقى أوامر من قيادة العراق بشن أعمال تخريبية وإجرامية في عموم موريتانيا". وكان الحزب نفى اول من أمس بشدة هذه الاتهامات. وقال ان "تهم النظام باطلة ولا أساس لها من الصحة"، مضيفاً أن "التهم ملفقة وتستهدف إرضاء الاميركان والصهاينة فقط". ورجحت مصادر مطلعة أن تقوم السلطات الموريتانية بإغلاق السفارة العراقية في نواكشوط وطرد السفير العراقي كاظم الراوي الذي تسلم منصبه في نيسان ابريل الماضي. من جهة اخرى، احتجزت الشرطة الموريتانية ليل اول من امس جواز سفر عيسى سليمان حميد مدير العلاقات الخارجية في حزب البعث الحاكم في بغداد والذي وصل الى نواكشوط للمشاركة في مؤتمر حزب "اتحاد القوى الديموقراطية"، أكبر أحزاب المعارضة الموريتانية بزعامة أحمد ولد داداه. وأبلغت السلطات المسؤول العراقي ضرورة مغادرة أراضيها قبل الجمعة المقبل. وقالت مصادر في السفارة العراقية انه تم وضع ترتيبات لضمان مغادرة حميد عبر السنيغال. ويذكر أن موريتانيا وقّعت اخيراً اتفاق إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع إسرائيل الامر الذي أثار حفيظة أحزاب المعارضة وأوساط شعبية. وتشهد البلاد تظاهرات احتجاجاً على القرار. وكان حزب الطليعة قال، على لسان مسؤوله الاعلامي ان معارضته الشديدة "لاتفاق التطبيع والغدر المبرم مع إسرائيل أزعج النظام وكان لا بد من تلفيق أباطيل لملاحقة الحزب والبحث عن غطاء شرعي لعمل انتقامي ضده". يذكر أن التيار البعثي بما فيه حزب الطليعة الوطنية شهد حملة اعتقالات في صفوفه سبقت قرار الحكومة في تشرين الثاني نوفمبر عام 1995 بتوقيع اتفاق مدريد مع إسرائيل لفتح أقسام لرعاية المصالح في نواكشوط وتل أبيب. وتلا تلك الاعتقالات طرد السفير العراقي في موريتانيا.