افرجت السلطات الموريتانية عن زعيم المعارضة احمد ولد داداه وشخصيتين اخريين من المعارضة بعد نحو الشهر من "الاعتقال الاداري" في بلدة نائية. ويعتقد ان هذه الخطوة جاءت لمناسبة عيد الفطر. واعتقلت السلطات ولد داداه وزميليه في 16 كانون الاول ديسمبر الماضي. ولم توجه اليهم تهمة رسمية. ونفي المعتقلون الى بلدة بومديد الواقعة في الصحراء على بعد 700 كيلومتر. وجاء الاعتقال في الوقت الذي شنت جبهة احزاب المعارضة بقيادة ولد داداه حملة على الحكومة تتخذ من العلاقات مع اسرائيل، ضمن امور اخرى، موضوعاً لها. ولعل ما اثار حفيظة السلطات، كانت الدعوة التي وجهها ولد داداه من اجل تحقيق دولي في الانباء التي ذكرت ان الحكومة الموريتانية سمحت لاسرائيل بدفن نفايا نووية في الصحراء الموريتانية الامر الذي نفته الحكومة. غير ان حال الرفض العام في الشارع لاقامة علاقات مع اسرائيل سهّل للمعارضة جذب الرأي العام الى جانبها من خلال التركيز على الموضوع الاسرائيلي برمته. ويقول بعض المراقبين ان الحكومة الموريتانية خرجت خاسرة من عمليات الاعتقال التي طاولت القادة المعارضين الثلاثة. فهي، في نظر هؤلاء، كرست ولد داداه زعيماً قومياً يرفض التطبيع مع اسرائيل. واضرت بالصورة الخارجية للسلطة التي اعتمدت تجربة تعددية تريد لها ان تبدو "مثالاً يحتذى في المنطقة"، وتعتبرها المعارضة "مسرحية هزلية". وربما قادت الاعتقالات التي يرى بعض الحقوقيين انها لم تستند الى القانون، المعارضة الى المزيد من "الراديكالية" في المواقف. وتقاطع جبهة الاحزاب المعارضة انتخابات بلدية مقررة قبل نهاية الشهر الجاري. وتقول انها ماضية في التصعيد حتى ترغم السلطات على استجابة سلسلة مطالب تتعلق بالنظام الانتخابي. كما ان هناك دعوات الى التصعيد حتى اسقاط النظام بالقوة. وافتتحت حملة الانتخابات البلدية قبل خمسة ايام. وتخوض المعارضة هذه الحملة بدعوة الموريتانيين الى مقاطعة الاقتراع. ويعتقد ان الافراج عن ولد داداه سيعطي دفعاً جديداً للحملة التي تشنها المعارضة منذ ثلاثة اشهر لتحريك الشارع. ويخوض الحزب الجمهوري الديموقراطي الحاكم الانتخابات في وجه منشقين اعضاء فيه احتجوا على اختياره للحركتين. فنزلوا في قوائم منافسة. وتشارك في الانتخابات مجموعة حزبية معارضة واحدة هي اتحاد القوى الديموقراطية جناح محمد ولد مولود وتضم ماركسيين سابقين انشقوا العام الماضي عن حزب ولد داداه. ولا يعتقد انهم سيحتلون موقعاً مهماً على الساحة لضعف حضورهم.