اتهم "اتحاد القوى الديموقراطية" المعارض الذي يقوده أحمد ولد داداه الحكومة الموريتانية بالسماح لإسرائيل بدفن النفايات النووية في الأرض الموريتانية. وتعهد في بيان شديد اللهجة بمواصلة "النضال إلى أن ندوس بأقدامنا هذه الطغمة". وتوعد بيان وزعه الحزب أمس، خلال مؤتمر صحافي لجبهة أحزاب المعارضة، من وصفهم ب "مصاصي دماء الشعب... المزورين والمرتشين والمختلسين والسفاحين". وقال: "إن النضال الجماهيري سيتواصل إلى أن ندوس هذه الطغمة بأقدامنا". وزاد انه لن ينقذ من وصفها ب "الزمرة الجبانة احتماؤها بالتحالف العضوي النجس مع الكيان الصهيوني حيث وطدت التعاون الاقتصادي والأمني والديبلوماسي معه". واتهم البيان السلطة بفتح الأرض الموريتانية "لدفن النفايات النووية" الإسرائيلية. واعتبر متتبعون للشأن السياسي الموريتاني لغة البيان جديدة مقارنة باللهجة الأكثر تهذيباً نسبياً في "حوار الطرشان" بين السلطة والمعارضة خلال الأعوام الماضية. وسألت "الحياة" ولد داداه الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحافي الذي وزع خلاله البيان، ما إذا كانت التهديدات الواردة فيه بداية لأسلوب جديد في المواجهة، وعن سنده في الاتهام الصريح للسلطة بالاتفاق مع إسرائيل على دفن النفايات النووية. وفي حين رفض زعيم جبهة أحزاب المعارضة الإجابة على السؤال الأول، أوضح انه يستند في رده السؤال الثاني إلى أخبار نشرت في صحف عربية و"قرائن" وعلى "حقه" في أن "يسيء الظن" بالسلطة. وزاد: "لدينا كل المبررات لأن نسيء الظن بهذه السلطة". وتحدث ولد داداه عن عناصر قال إنها "مريبة"، وهي - على حد قوله - "قبل أيام بلغنا وصول طائرات ليلاً إلى مطار تيجكجه وسط موريتانيا انزلت منها سيارات تحت حراسة مشددة وفي سرية تامة". وأضاف انه "قبل شهور انطلق قطار من مدينة نواذيبو إلى الزويرات شمال موريتانيا وضربت عليه السرية التامة واخضع لحراسة مشددة". وقال ولد داداه إنه حتى ولو لم يتأكد دفن نفايات نووية، فإن الزيارة الأخيرة لشيخ العافية ولد محمد خونا وزير الخارجية السابق لإسرائيل "تعتبر أخطر من أي عمل آخر، وانعكاساتها السلبية لا تقل خطورة". وكانت إحدى الصحف العربية ذكرت ان موريتانيا وقعت مع الدولة العبرية اتفاقاً يقضي بالسماح للأخيرة بدفن نفاياتها النووية في الصحراء الموريتانية. إلا أن نواكشوط نفت هذه الأنباء التي أثارت استياء في الشارع الموريتاني على رغم أنها لم تتأكد ولا يصدقها كثيرون في نواكشوط. وتقول مصادر مطلعة إن الحكومة الموريتانية كانت تلقت عروضاً تتعلق بدفن النفايات الصناعية وبضمانات أمنية من المانيا، لكنها رفضت هذه العروض. ويعتقد أنه ما دامت السلطات الموريتانية رفضت عروضاً من جهات "أكثر نظافة" من إسرائيل، فمن غير المعقول أن تسمح لتل أبيب ب "الاضرار بالأرض والشعب". ويعتبر البيان، الذي وزع بتوقيع أحد أقسام "اتحاد القوى" في نواكشوط، عودة إلى اللغة الملتهبة التي رافقت السنوات الأولى من سماح العسكر بالتعددية السياسية، وهي اللغة التي تراجعت من جهة لأن كثيرين أصبحوا لا يستسيغونها، خصوصاً أنها لم تقترن بأفعال، ومن جهة ثانية لم تعد مساحة الحرية المتاحة تسمح بها، فقد اختفت كلمات نابية مثل "السفاح" و"الطغمة" و"الزمرة". فهل عودتها الآن تصعيد جاد أم هي حنين أقلام إلى الماضي