برزت اخيراً ظاهرة لافتة تمثلت في قيام شركات تجارية وصناعية بصرف مبالغ مالية كبيرة على نشاطات ثقافية وفنية تقوم برعايتها مستفيدة من وضع اسمها التجاري على مطبوعات هذه النشاطات. في "معرض دمشق الدولي" الاخير قدم المخرج السوري الاسترالي سمير صروي مسرحيته "حلم لية صيف" برعاية مجموعة شركات عربية واجنبية اشترت جميعها صفحات اعلانية ضمن "برشور" المسرحية التي تغطي نفقاتها من عائدات الاعلانات. يقول المخرج صروي: "قمت بهذه التجربة في المغتربات حيث قدمت مجموعة اعمال في أوستراليا وأوروبا. وهذه العملية تتيح طرح ما اريد قوله بحرية في اعمالي المسرحية من دون الرضوخ لمنتجين يتحكمون بافكار العمل وطروحاته، ولا سيما جهات القطاع العام التي غالباً ما تملي شروطها وشعاراتها على العمل كله". واضاف ان هذه المسرحية كانت تجربته الاولى في سورية. وكانت فرقة "كلّنا سوا" قدمت البومها الجديد بدعم ورعاية من "شركة تنمية المنتجات الغذائية" كتاكيت، اذ اقامت ثلاث حفلات موسيقية في قاعة الجناح الروسي في "معرض دمشق الدولي". والثمن الذي دفعته الشركة كي تصنع بطاقات الدعوة على شكل احد منتجاتها الجديدة ساعدت الفرقة ودعمت هذه الحفلات والالبوم الغنائي بحملة اعلانية صحفية وتلفزيونية هي الاولى من نوعها في سورية. وقالت السيدة أمل الجرار مديرة التسويق والاعلان في الشركة ان ذلك جاء في اطار خطة اعلانية استراتيجية للشركة. ويعلق نعيم موسى مؤسس فرقة "كلنا سوا": "بدأنا تأسيس الفرقة من لا شيء وواجهتنا صعوبات مالية وطرحنا على صاحب شركة "كتاكيت" فكرة تبني اعمالنا فوافق لمعرفته بمدى المنفعة المتبادلة والجدوى الاقتصادية. اننا كشباب نود ايصال رسالة موسيقية معينة لشريحة الشباب من ابناء جيلنا تحمل في ثناياها شيئاً من الجدية الشرقية وروح الموسيقى الغربية التي تحمل حالة الفرح الجماعية. وأعتقد اننا خلال فترة قصيرة استطعنا الوصول الى شريحة كبيرة من الناس". وتبدو ظاهرة الرعاية التجارية لنشاطات ثقافية واجتماعية جديدة في الحياة السورية وكانت شركات اغذية ومرطبات وزعت كميات كبيرة مجاناً في سباق "تيري فوكس" الذي تنظمة السفارة الكندية لدعم مرضى السرطان. وتُجري حالياًً مفاوضات مكثفة بين ادارة مهرجانات ثقافية وشركات تجارية لرعاية نشاطاتها.