تعلن ميساء عيسى، مذيعة البرنامج اليومي «ميوزيك آور» في إذاعة «مونتي كارلو» بدءَ صخب موسيقي مع فرقة «كلنا سوا» السورية، وهي ترتدي فستاناً أحمر يتطابق لونه مع «لوغو» الإذاعة الفرنسية الناطقة بالعربية والموجّهة إلى جمهور عربي واسع. لم تنظّم الحفلة التي استضافتها صالة مصطفى علي في دمشق أوَّلَ منْ أمسِ، من أجل زيادة ترويج شعار «الإذاعة التي ستُغيّر الإذاعة» الذي أطلقته «مونتي كارلو الدولية» إلى مستمعيها في الشرق الأوسط أخيراً، في خطتها لتحديث شبكة برامجها، بل كان الهدفُ إقامةَ حدثٍ ترفيهي واستثنائي أيضاً، بعيداً من المنحى الروتيني لمهمات فريق عملها خلال جولاته. وسبق ل «مونتي كارلو» أن نظّمت في سورية حفلة مشابهة للفنانة الجزائرية سعاد ماسي عام 2007. خصّصت «مونتي كارلو الدولية» اليوم ذاته (5/5/2010) لسورية تكريماً لها، من خلال برامج بُثّتْ على أثيرها ابتداءً ب «الفترة الصباحية – الأخبار المستمرة» للإعلامي وليد عباس، وذلك للحديث عن الاقتصاد والبيئة ووسائل الإعلام والإنترنت في سورية، اضافة الى برنامج خاص بالحياة الثقافية فيها والإنتاجات السمعية والبصرية في مجالات فنون المسرح والفنون البصرية. عزفتْ «كلنا سوا» وغنّت في الحفلة أغنيات عدة، خصوصاً من ألبومها الأخير «إذاعة كلنا سوا» الممتلئ بأنماط موسيقية عدة: «روك، جاز، تخت شرقي»، ويرى أحد أعضاء الفرقة إياد الريماوي أن اختيار فرقته جاء بناءً على ما تجمعه من موسيقى الشرق والغرب بلغة ومفردات عربية. ويضيف: «نغنّي للشباب السوري، وربما هذا هو سبب اختيار «مونتي كارلو» فرقتنا للحفلة». ويُفترض أن تبث حفلة فرقة «كلنا سوا» على أثير «مونتي كارلو» وقناة «فرانس 24» التلفزيونية لاحقاً. وتحاول فرقة «كلنا سوا» من خلال كلمات بسيطة تشرح مواقف إنسانية يومية، أن تجذب الجمهور على وقع موسيقى تتنقّل بين الهدوء والصخب، مُبتعدةً في حفْلتها عن تقديم أنماط البوب أو حتى الجاز الصرف. ويسمي بعضهم الموسيقى التي تطرحها الفرقة منذ ألبومها الأول عام 1998، ب «الموسيقى البديلة». ويعتقد الريماوي أن «كلنا سوا» أقرب إلى فرقة «الباند» بسبب مزجها تأثيرات موسيقية عدة، مع أداء جماعي لأعضائها. يجلس الجمهور حيناً ويقف حيناً آخر في الحفلة، مشدوداً إلى العمل الموسيقي الجماعي لهذه الفرقة، فالأغنيات تخرج مُحلِّقةً في فسحة البيت العربي القديم كما لو أنها تعلو من سهرة لطيفة لمجموعة من الأصدقاء: «نادراً ما يكون العمل في الفِرَق العربية على هذا الشكل»، يوضّح الريماوي. حصلت فرقة «كلنا سوا» عام 2004 على جائزة النادي العربي في الأممالمتحدة، لأدائها كلمات تُنادي بالسلام، وينضمّ إليها وينشقّ عنها موسيقيون ومُغنّون كثر، بينما أسّسها فعلياً كُلٌّ من أيهم العاني وإياد الريماوي وبشار موسى وسونيا بيطار ومروان نخلة وحازم العاني ورافل حفار. وفيما يتبدل العازفون فيها، فإن الآلات الموسيقية الغربية (غيتار، كيبورد، إيقاع، نحاسيات... بيانو) تجتمع على تشكيل إيقاع صاخب بالقدر الكافي لجذب جمهور قلّما يشهد اندماج أعضاء فرقة سورية بعضهم في بعض بالحماسة ذاتها.