تستعد وزارة التخصيص والقطاع العام المغربية لإطلاق برنامج تخصيص كبير مطلع سنة 2000. وقال مصدر في الوزارة ل"الحياة" ان أولى عمليات التخصيص المنتظرة مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان المبارك المقبل ستشمل الاعداد لطرح اسهم "شركة اتصالات المغرب" التي باتت تحمل اسم "ماروك تيلكوم" وهي أكبر عملية تخصيص من نوعها في المغرب. واستناداً الى المصدر نفسه ستستمر العملية نحو نصف سنة بالنظر الى حجم المؤسسة والراغبين الدوليين في تملك اسهمها. وتقدر القيمة السوقية لشركة "ماروك تيلكوم" بنحو خمسة بلايين دولار طبقاً للتقويمات الأولية التي انجزتها مصارف الخبرة والاستشارة الدولية. وكان الملك محمد السادس اجتمع مطلع الاسبوع في افران بالشخصيات التي ستعمل على تهيئة ظروف وشروط طرح اسهم "اتصالات المغرب". واعتبرت المصادر ان عملية التخصيص ستكون مهنية وشفافة ومراقبة من الملك شخصياً على غرار تجربة تخصيص الخط الثاني للهاتف النقال التي اشرف عليها الملك الراحل الحسن الثاني في مطلع الصيف الماضي وبلغت عائداتها نحو 1.1 بليون دولار. من جهة اخرى، أشارت المصادر الى ان لائحة التخصيص المرتقبة تشمل كذلك شركة "الخطوط الملكية المغربية" التي قد يتم فتح رأس مالها 40 في المئة من الاسهم في النصف الثاني من السنة المقبلة، استعداداً لتحديث اسطولها بشراء نحو 30 طائرة جديدة قيمتها 1.5 بليون دولار تتنافس عليها "بوينغ" الاميركية و"ايرباص" الأوروبية. وتضم لائحة التخصيص كذلك كلاً من "المصرف الوطني للانماء الاقتصادي" الذي تملك أخيراً "المصرف المغربي لافريقيا والشرق"، وأربع شركات اخرى لانتاج السكر هي "سوراك" و"سونابيل" و"سوتا" و"سوكرافور"، اضافة الى شركة "صوماكا" لتصنيع السيارات في الدار البيضاء التي تبدي مجموعة "فيات" الايطالية اهتماماً خاصاً بها بعد نجاح طرازات "سيانا" و"باليو" المصنعة محلياً. وتتوقع المصادر المالية ان تشهد بورصة الدار البيضاء انتعاشاً واضحاً واهتماماً دولياً مع الربع الأول من السنة المقبلة على أساس ان جزءاً كبيراً من الاسهم المخصصة سيطرح عبر البورصة.