ذكرت مصادر اقتصادية مطلعة ان مجموعة "فيات" الايطالية قررت الانسحاب من مشروع لتركيب السيارات في الجزائر كانت تعاقدت في شأنه نهاية الثمانينات لانتاج سيارات "فاتيا" موجهة الى السوق المحلية. وأشارت المصادر الى ان المجموعة الايطالية رفضت ضخ 50 مليون دولار اضافية لتوريد تجهيزات ومعدات يحتاجها مصنع "شركة سعادة" التي تملك "فيات" نحو 36 في المئة من رأس مالها، بعدما ظهرت استحالة مواصلة المشروع لأسباب سياسية واقتصادية. وكانت المجموعة تراهن على تسويق نحو 21 ألف نسخة سنوياً من موديلات "فاتيا"، لكن تدهور الاوضاع الامنية وتدني مستويات معيشة الطبقات المتوسطة ساهما في عجز المجموعة الايطالية عن تحقيق هذا المشروع الذي بدأ العمل به عام 1993. وستتم تصفية شركة سعادة الايطالية - الجزائرية بعد عجز الحكومة عن توفير الدعم المالي والتقني الضروري لمواصلة المشروع. وأوضحت المصادر ان مصانع فاتيا توقفت عن العمل قبل فترة بسبب النقص في التجهيزات وقطع الغيار والتمويل الضروري، اضافة الى مغادرة الخبراء الاجانب لاسباب امنية. وأضافت المصادر ان الجانب الجزائري عرض على مجموعة داييو الكورية امكان الحلول محل المجموعة الايطالية وانتاج سيارات بديلة، لكن المجموعة الكورية رفضت الطلب، واعتبرت ان خروج فيات يعكس "فشل التجربة". وكانت داييو اعلنت في وقت سابق نيتها استثمار نحو بليوني دولار في شمال افريقيا منها نحو بليون دولار في منشآت للطاقة والغاز في جنوبالجزائر وانشاء مصنعين لانتاج السيارات في الدار البيضاء بكلفة 500 مليون دولار. وتعتقد مصادر مطلعة ان مجموعة "جنرال موتورز" الاميركية قد تتولى استكمال المشروع في المغرب من خلال انتاج سيارات اوبيل استرا المتوسطة الحجم التي عرضتها في مراكش الشهر الجاري اثناء مؤتمرها السنوي بعد تملكها حصصاً في داييو. وتقول فيات ان تجربتها في شمال افريقيا "ناجحة" على رغم قرارها الانسحاب من الجزائر. وتعرض المجموعة منذ اسبوعين موديلات جديدة انتجتها في مصانع صوماكا في الدار البيضاء، وهي من طراز "سييانا السيارة العالمية موجهة الى السوق المحلية وبقية المنطقة، وتراوح اسعارها بين تسعة وعشرة آلاف دولار. وتخطط الشركة المغربية - الايطالية المشتركة فيات اوتو لتسويق نحو 25 ألف وحدة من هذه الطرازات الجديدة. واستثمرت فيات منذ مطلع السنة الجارية نحو 25 مليون دولار في مشروعها في المغرب بعدما حققت نجاحاً في طرازات فيات اونو التي بدأت تصنيعها منذ عام 1995 وانتجت منها نحو 50 ألف نسخة سوّقت بعضها في ليبيا. انبوب الغاز الجزائري من جهة اخرى، تضاربت التقديرات حول حجم الضرر الذي اصاب انبوب غاز المغرب العربي "اوروبا" في منطقة حاسي الرمل في الصحراء الجزائرية. وقالت مصادر مطلعة ان التخريب الذي لحق بالانبوب بسبب انفجار متعمد بلغ نحو 80 متراً ويتطلب اصلاحه بعض الوقت وانه سيؤثر على صادرات الغاز الى الاتحاد الاوروبي. الا ان وزير الخارجية الجزائري احمد عطاف الذي يزور اسبانيا قلل من حجم التخريب. وأفاد "ان تدفق الغاز الجزائري نحو اوروبا غير مهدد". معلوم ان الجزائر تصدر الى اسبانيا والبرتغال نحو عشرة بلايين متر مكعب من الغاز سنوياً عبر المغرب وجبل طارق. وكانت كلفة المشروع بلغت نحو بليوني دولار موّل البنك الاوروبي للاستثمار نحو 50 في المئة منها. ويدر الانبوب نحو 600 مليون دولار من المداخيل على الجزائر. وقالت مصادر رسمية ان مجموع ايرادات الطاقة بلغت عام 1997 14.5 بليون دولار مقابل 13 بليوناً عام 1996.