جيبوتي - اديس ابابا، "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وافق قادة دول "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد في قمتهم السابعة، التي انعقدت امس في جيبوتي ليوم واحد، على المبادرة التي عرضها الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي في شأن الصومال، والتي تقلص من نشاط قادة الفصائل المتنازعة. وكان الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي افتتح صباح امس القمة في جيبوتي العاصمة، واعرب عن اسفه لغياب كل من الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني والاريتري اساياس افورقي عن الاجتماع الذي بحث في ازمتي الصومال والسودان. وقال غيللي في كلمة الافتتاح "نعرب عن اسفنا العميق لغياب البلدين لأنهما لم يقدما سبباً مقنعاً لذلك". وتعاقب الرئيس الكيني دانيال آراب موي والسوداني عمر حسن البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي والامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم على الكلام. وتضم "إيغاد"، التي تتوسط في النزاعين الصومالي والسوداني، كلا من جيبوتي واريتريا واثيوبياوكينيا واوغندا والسودان ونظرياً الصومال الذي لا توجد فيه حكومة مركزية منذ العام 1991. وتواصل لجنة منبثقة من "ايغاد" برئاسة كينيا وعضوية اريتريا واثيوبيا واوغندا وساطة بين الخرطوم و "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في محاولة لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ العام 1983. ورفضت اريتريا، العضو السابع في "إيغاد"، حضور القمة على رغم دعوتها بسبب عدم وجود علاقات ديبلوماسية مع جيبوتي0 وكانت جيبوتي قطعت العلاقات الديبلوماسية مع اريتريا في العام الماضي عندما اتهمتها اسمرا بدعم المجهود الحربي الاثيوبي في النزاع الحدودي مع اريتريا المستمر منذ 18 شهراً. وقال ديبلوماسي قريب من المحادثات "هذا اجتماع مهم. ونأمل في اتخاذ بعض القرارات وطرح بعض الاقتراحات التي تتعلق بمستقبل المنطقة في المدى البعيد". لكن اوضاع المنطقة المتأزمة يشير الى ان هذا امر يسهل قوله على فعله. فالسودان في حرب اهلية مستمرة منذ 16 عاماً مع ثوار يسعون للحصول على حكم ذاتي في الجنوب. في حين لا يزال الصومال من دون حكومة مركزية منذ اطاحة الرئيس محمد سياد بري في العام 1991، وتحصل الفصائل الصومالية المتناحرة على الدعم من اثيوبيا واريتريا وآخرين. الى جانب ذلك، فإن اثيوبيا واريتريا في حرب منذ ايار مايو 1998 عندما اشتبك الجيشان بسبب نزاع حدودي خفت حدته اخيراً، وتحول الى مجرد ازمة تقوم منظمة الوحدة الافريقية بدور وساطة فيها0 وكان الرئيس غيللي عرض مبادرته لإنهاء الحرب الاهلية في الصومال في خطابه الذي ألقاه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول سبتمبر الماضي. وتنص المبادرة على اعطاء دور اكبر لشرائح المجتمع المدني، ونزع سلاح الفصائل الصومالية وتحويل هذه الفصائل الى تنظيمات سياسية تشارك مع أعيان البلاد وهيئاته المدنية في تشكيل حكومة انتقالية. وفي هذا الاطار اعلن زعيم "المؤتمر الصومالي الموحد" حسين عيديد في مؤتمر صحافي امس في نيروبي موافقته على مبادرة الرئيس الجيبوتي.