يعكف المؤلف جلال الجميعي، حاليا، على انجاز الجزء الأول من كتاب "رسائل السينمائيين المصريين" والذي يحمل عنوان "رسائل موسكو من سيد عيسى ومحمد كامل القليوبي الى سمير فريد"، في حين يحمل الجزء الثاني عنوان "توفيق صالح من دمشق وبغداد الى سمير فريد في القاهرة". ومن المقرر ان يصدر الجزء الاول من الكتاب قريبا في 400 صفحة من القطع الكبير عن "المركز القومي للسينما"، ضمن سلسلة "وثائق سينمائية". ويقول الجميعي ل"الحياة" ان هذه الرسائل أرسلت من هؤلاء المخرجين الى الناقد السينمائي فريد في القاهرة ابتداءً من العام 1967 وحتى نهاية الثمانينات، وهي تعكس احوال السينما المصرية والعربية خلال تلك الفترة، كما تعكس الظروف التاريخية التي مرت بها مصر منذ هزيمة حزيران يونيو 1967 ومروراً بوفاة الرئيس جمال عبدالناصر والانتصار في تشرين الاول أكتوبر 1973 والانفتاح والتحولات الاقتصادية وتأثيرها على مسار السينما، كما تعكس الظروف الحياتية للمخرجين وفكرهم السينمائي الى جانب الاحوال السينمائية، سواء على مستوى الانتاج او تطور السينما ومفاهيمها الجديدة التي بدأت تتشكل مع بداية الستينات وأوائل السبعينات. كما تتناول الحوارات مفهوم السينما المصرية والعناصر التي اذا توفرت يمكن ان يقال معها ان الفيلم مصري. وتناقش القالب الدرامي والخصائص المصرية وقضايا الشكل السينمائي، وما اذا كان هناك ميراث قومي في ما يخص الصورة والشكل، ويضيف الجميعي "الرسائل تعطي ما لا يقل عن 50 صفحة لكل من المخرجين الثلاثة وستنشر كما هي، ولأنها مرسلة إلى فريد بصفته صديق المخرجين الثلاثة، ففيها مكاشفة كاملة سواء للظروف الشخصية للمبدعين او لظروف السينما في مصر والعالم العربي وردود الافعال لدى المثقفين تجاه الأحداث الاجتماعية والسياسية". ويشير المؤلف الى انه اجرى حوارا مع المخرج محمد كامل القليوبي في ما يتعلق بالجزء الخاص به في اكثر من مئة صفحة، وناقش خلاله فكره السينمائي منذ اول افلامه التسجيلية "محمد بيومي" وكذا افلامه الروائية الثلاثة "ثلاثة على الطريق" و"البحر بيضحك ليه" بطولة محمود عبدالعزيز الى جانب مناقشة اولية لفيلمه الذي لم يعرض بعد "احلام مسروقة" ومناقشة مطولة لرسالة الدكتوراه التي نالها من موسكو ولم تنشر الى الآن، وحملت عنوان "الثقافة القومية واثرها على بناء وتكوين الفيلم السينمائي في مصر". وهذا موضوع شديد الاهمية لأنه يتعلق مباشرة بالعناصر التي تجعل من الفيلم المصري ذا طابع ثقافي قومي مصري متميز سواء ما تعلق بالقالب الدرامي المصري، وتطوره وتأثره بالاشكال الفنية السابقة على السينما، أو ما يتعلق بقضية الشكل والصورة في الفيلم المصري، وما اذا كان يمكننا القول بأن الصورة ايضا ذات طابع قومي، وما هي العناصر والجذور التاريخية للصورة المصرية التي أثرت في الصورة السينمائية مع مولد السينما المصرية.