إحتفل لبنان أمس بالذكرى السادسة والخمسين لعيد الإستقلال، بعرض عسكري شارك فيه أركان الدولة، واستقبال رسمي في القصر الجمهوري في بعبدا، اضافة الى نشاطات من وحي المناسبة عمّت مختلف المناطق. فقد أقيم في التاسعة صباحاً عرض عسكري في جادة عبدالله اليافي في محلة سباق الخيل - المتحف تقدمه رئىس الجمهورية إميل لحود، وإلى جانبه رئىسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص، إلى جمع من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والسياسيين وممثلي السلك الديبلوماسي في لبنان وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. وكانت مشاركة لحود الأولى له كرئيس للجمهورية، وقد وصل في سيارة الرئاسة الأولى، من دون موكب، فأديت له التحية العسكرية وعزف النشيد الوطني وأطلقت المدفعية 21 طلقة فيما اطلقت مجموعة من الحمام الابيض. ثم استقل سيارة عسكرية مكشوفة ليحيي تقليداً لم يُمارَس منذ منتصف السبعينات، يرافقه وزير الدفاع غازي زعيتر وخلفه قائد الجيش ورئىس الأركان اللواء سمير القاضي. واستعرضوا القوى المشاركة. وتوجه لحود الى نصب الجندي المجهول حيث وضع اكليلاً. وبدأ العرض بمرور حملة أعلام الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك ورايات الوحدات والقطع. ثم بدأ مرور وحدات من ألوية الجيش، وأفواج التدخل والمكافحة والمغاوير والشرطة العسكرية ووحدات التزلج والقتال الجبلي ومغاوير البحر والفوج المجوقل، فالمدفعية والملالات والدبابات وراجمات الصواريخ وفوج الإشارة والإطفاء والدفاع المدني والصليب الأحمر. وجابت السماء خلال العرض طوافات تابعة للجيش. وإثر العرض، الذي انتهى بعد العاشرة، انتقل لحود وبري والحص الى قصر بعبدا، حيث استقبلوا المهنئين الذين كان أولهم الرئيسان السابقان شارل حلو والياس الهراوي، ثم رئيس المجلس النيابي السابق النائب حسين الحسيني ورئيس الحكومة السابق رشيد الصلح ونائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي ونائب رئىس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر. ثم استقبلوا رؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين في لبنان ومديري المنظمات الدولية وقائد قوات الطوارئ الدولية وأركانها، فالوزراء والنواب والنواب السابقين ومقامات روحية ومرجعيات قضائية ورؤساء أحزاب ونقابيين وقائد الجيش والقادة الأمنيين وهيئات وجمعيات، وبينها للمرة الأولى وفد من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، فضلاً عن وفود بلدية وشعبية ورياضية وكشفية. وتلقى الرئيس لحود سيلاً من برقيات التهنئة من عدد من الملوك والرؤساء في العالم. ومن المبرقين العرب: أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والرئىس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئىس الليبي العقيد معمر القذافي والعاهل المغربي الملك محمد السادس وسلطان عُمان قابوس بن سعيد، ومن وليّ عهد قطر الشيخ جاسم بن حمدان آل ثاني ورئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة والأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد. وأمل البابا يوحنا بولس الثاني في برقيته "ان ينعم الشعب اللبناني بالمزيد من الوحدة والتعايش واحترام التعدد الثقافي والروحي والمشاركة في البحث عن السلام بين شعوب المنطقة". ورأى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان "ان معظم المشكلات التي نواجهها في العالم تتطلب ان تعمل البلدان في تعاون وثيق لحلها ورفع مستوى فروع التعاون المتعدد الأطراف". وقال انه يستطيع الاعتماد على "التزام لبنان رسالتنا العالمية من اجل السلام". وقال الرئىس الفرنسي جاك شيراك في برقيته "في وقت تبحث فيه بلدان المنطقة عن سلام عادل وشامل، فأن فرنسا تساند اكثر من اي وقت استقلال لبنان وسلامة أراضيه". وأكد الرئىس الروسي بوريس يلتسين "ان روسيا تنظر الى بلدكم الصديق بكل مشاعر العطف وتقدر عالياً الدور البنّاء الذي يؤديه في القضايا الدولية والاقليمية بما فيها قضية احلال السلام في الشرق الاوسط. ونحن بصفتنا أحد راعيي عملية السلام في الشرق الاوسط سنستمر في تأييد لبنان في جهوده لاستعادة حقوقه الأكيدة في ارضه وسيادته الوطنية".