دعت سورية رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك الى قبول "مبدأ الارض مقابل السلام" بدل انتظار اجوبة سورية على مقترحات كان ارسلها الى دمشق عبر الرئيس الاميركي بيل كلنتون الذي سلّمها الى وزير الخارجية فاروق الشرع في ايلول سبتمبر الماضي. وقالت مصادر سورية امس انه كان الاولى بباراك "ان يفصح ان كان يقر بمبدأ الارض مقابل السلام، لكنه لم يفعل لأن إقدامه على هذه الخطوة يعني تخليه عن اسلوب المناورة والتسويف واطلاق البالونات الكاذبة عن السلام، وبالتالي قبوله استئناف المفاوضات من دون تفسيراته الخاصة التي لاتخفي اوساطه ان الغرض منها تحسين مايحاول الحصول عليه من مكاسب بذريعة تلبية الضرورات الامنية لاسرائىل عبر السلام الذي يختزله باراك الى شروط امنية تعيد انتاج واقع الاحتلال تحت مظلة سلام مزور". ويدل ذلك على ان دمشق لم تجب رسمياً الى الان عن الاسئلة العشرة التي طرحها باراك، وتتعلق بالعلاقات الديبلوماسية وتبادل السفارات والمياه وترتيبات الامن والعلاقات الاقتصادية. وعرفت هذه الاسئلة ب"الوديعة السورية" التي يحاول الاميركيون صوغها في مقابل "الوديعة الاسرائىلية" التي تعهد فيها رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين بالانسحاب من الجولان الى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967. وبثت اذاعة دمشق امس :"على الذين يسعون الى عدم تفويت فرصة السلام ان يتساءلوا : هل اصبحت مرجعية مدريد مجرد ذكرى حتى يتم تجاهل جوهرها ويسوق باراك الى مفاوضات من دون هدف واضح بتجاوز مبدأ الارض مقابل السلام؟". وتطالب سورية باراك بالتزام تعهد رابين واستئناف المفاوضات "من حيث توقفت" على اساس "وديعة" رابين و"مبادئ واهداف ترتيبات الامن" التي اُعلنت في ايار مايو 1995، قبل العودة الى مائدة المفاوضات المجمدة منذ بداية 1996. وذكرت الاذاعة الرسمية امس انه يجب التزام هذه الشروط "للوصول بعملية السلام الى انهاء الاحتلال بالكامل مقابل السلام العادل الشامل وليس اعادة التفاوض من نقطة الصفر التي لاتعني في حسابات باراك غير اعتبار الارض عنصراً يندرج في اطار الترتيبات الامنية على غرار مايفرضه على مسار السلطة الفلسطينية".