طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وجه رئيس السلطة القضائية في إيران هاشمي شاهرودي انتقادات لاذعة إلى الجهاز القضائي في طهران، واصفاً إياه بأنه "متخلف سبعين عاماً"، في حين هددت "منظمة فدائيي الاسلام" باستئناف عمليات قتل. وجدد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي دعمه حكومة الرئيس محمد خاتمي. وأكد شاهرودي عزمه على مواصلة الاصلاحات في جهاز القضاء، خصوصاً لجهة استقطاب كفاءات، مشيراً الى ضرورة ترتيب الأوضاع المالية للعاملين في القضاء، منتقداً الرواتب المحدودة أقل من خمسين دولاراً. وتأتي انتقادات شاهرودي في وقت تزداد الملفات الشائكة أمام القضاء، خصوصاً محاكمات الصحافيين وملف عمليات الاغتيال التي طاولت العام الماضي مفكرين وكتاباً. وفي هذا السياق أبدت أوساط المحافظين تفاؤلاً بما وصفته الاهتمام الواسع بهذا الملف لدى كل الأوساط السياسية والإعلامية، لكنها انتقدت بعض الصحف الاصلاحية لافتعال "ضجيج يعيق سير التحقيق، وإعلان الحقائق أمام الرأي العام" واتهمت بعض الأوساط الإصلاحية بمحاولة التغطية على بعض الحقائق المتعلقة بقضية الاغتيالات. على صعيد آخر، نشرت صحيفة "خورداد" الايرانية أمس رسالة تتضمن تهديدات باستئناف عمليات قتل وجهتها مجموعة تعتبر مقربة من الذين اغتالوا معارضين ايرانيين في اواخر عام 1998. وسلَّم مجهول الصحيفة أمس رسالة حملت توقيع "منظمة فدائيي الاسلام" التي تعتبر ضالعة في سلسلة جرائم القتل التي وقعت في نهاية 1998، تطالب الرئيس محمد خاتمي "بالقول ما اذا كانت هناك آثار تعذيب على جثة" سعيد امامي، المتهم الرئيسي بارتكاب عمليات القتل، العضو في وزارة الاستخبارات الذي انتحر في السجن في 19 حزيران يونيو الماضي بحسب رواية السلطات. ويزعم الاصلاحيون ان امامي قتل للتغطية على تورط مسؤولين كبار في جهاز الاستخبارات ورجال دين بارزين، بينما يلقي المتشددون باللائمة على الحكومة نفسها لمحاولتها الاساءة الى سمعة جهاز الاستخبارات. وتؤكد المنظمة انه في حال لم يكشف خاتمي الحقيقة بشأن وفاة امامي فستعمد "الى اعدام جديد" من دون اعطاء ايضاحات اخرى. واعلنت المنظمة نفسها مسؤوليتها عن هجوم وقع العام الماضى على حافلة تقل وفداً من رجال أعمال أميركيين. ولم يصب احد بسوء في الهجوم، ولكن الرحلة قطعت وغادر رجال الاعمال ايران على عجل. وذكرت الصحيفة ان على القضاء العسكري المكلف الملف "كشف التفاصيل" عن جرائم القتل التي ارتكبت و"كشف افراد هذه المجموعة" التي ما زالت طليقة. وكان عبدالله نوري وزير الداخلية السابق الذي حوكم اخيراً بتهمة "بث دعاية معادية للاسلام" يتولى رئاسة الصحيفة. الى ذلك، اعرب مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي أمس عن دعمه حكومة خاتمي. وفي لقاء مع طلاب جامعة "صنعتي شريف" المهنية أعلن خامنئي: "منذ البداية في ايار/مايو، دعمت هذه الحكومة وادعمها دائماً، حتى ولو كان في صفوفها اعضاء لا نتفق معهم". لكن مرشد الجمهورية الاسلامية، وهو اعلى سلطة في البلاد، دعا ايضاً "كل الايرانيين الى دعم السلطات طالما تعمل في خط الامام الخميني، سواء القضاء او الحكومة او البرلمان". واضاف "عندما يخرج احد عن هذا الخط، حتى لو كنت انا شخصياً، ينبغي التوقف عن دعمه".