حذر عضو في مجلس الشورى الاسلامي الايراني البرلمان من ان حياة الرئيس السيد محمد خاتمي في خطر. ورأى ان "أعداء" الرئيس الايراني قد يقومون بأعمال تهدد حياته، فيما تشير معطيات الى ان العلاقة بين خاتمي ومرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي تعززت بصورة ملفتة أخيراً وبلغ التنسيق والتشاور بينهما "مستوى مرتفعاً جداً" وظهر تناغم شبه كامل في موقفيهما من ملف الاغتيالات التي حصدت خمسة ناشطين سياسيين ومثقفين قبل اسابيع. وقالت مصادر موثوق بها في طهران ان خامنئي وجه تحذيراً واضحاً الى مؤسسة الاذاعة والتلفزيون للإقلاع عن سياسة "توحي بالعداء أو بمعارضة" خاتمي، بعدما انخرطت على نحو "غير مبرر" في حملة واسعة تحاول إلصاق تهمة الوقوف وراء الاغتيالات بمؤيدي الرئيس الايراني. وكان خامنئي أقام مأدبة إفطار ليل أول من أمس، حضرها أركان النظام والدولة وكبار المسؤولين. وألقى خاتمي كلمة موجزة أشار فيها بسلبية الى موقف التلفزيون الذي يخضع لإشراف مكتب المرشد. واكدت المصادر ان خامنئي أيد "هذا الموقف" ووجه تنبيهاً الى إدارة التلفزيون التي تُعرف بولائها لليمين المحافظ. وتعرضت هذه المؤسسة الى حملة انتقادات عنيفة خلال اليومين الماضيين، خصوصاً بعدما بثت مقابلة مع الشخص ذاته الذي تحدث الى صحيفة "كيهان" وقال ان المسؤولين الأمنيين الموقوفين في قضية الاغتيالات ينتمون الى تيار اليسار الراديكالي ويؤيدون خاتمي، وان هدفهم كان السيطرة على وزارة الاستخبارات. ويحرص خامنئي في هذا الوقت على تعزيز "التضامن" بين جناحي النظام، أو على الأقل تطويق دائرة التباين المتسعة بينهما. ويبدو انه يسعى الى ان يتعاون مع خاتمي في هذا الأمر، خصوصاً ان الأخير لم يكشف بعد كل الحقائق المتوافرة لديه عن ملف الاغتيالات وما يتردد عن تورط جهات عليا في الدولة فيها. وأكدت هذه المصادر ان خامنئي كان انحاز الى موقف خاتمي الداعي الى ضرورة ان يعلن للرأي العام تورط مسؤولين أمنيين في الاغتيالات. وقالت ان خامنئي، بعدما أطلع على نتائج التحقيقات من خاتمي، استدعى رؤساء البرلمان علي أكبر ناطق نوري والسلطة القضائىة محمد يزدي ومجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني. وذكرت ان الثلاثة دفعوا في اتجاه "لفلفة" الموضوع، وعدم كشف نتائج التحقيقات "حفاظاً على مصلحة النظام وسمعته وهيبة الدولة". لكن خاتمي تمسك بموقفه الذي لقي دعماً من خامنئي. ورأت المصادر ان ما يؤكد هذا التحول العلاقة بين خامنئي وخاتمي، هو تعزيز التشاور المستمر بينهما في ملف الاغتيالات وحرصهما على اتخاذ القرارات بالتوافق، خصوصاً في شأن تعيين بديل من وزير الاستخبارات الحالي. الى ذلك، حذر النائب الإيراني كوروش فولادي من ان حياة خاتمي في خطر. وقال في تصريحات امس، ان الأخير لا يلقى دعماً حقيقياً الا من الشعب، و"ما حدث في الآونة الأخيرة، وانطلاقاً من المعطيات الآن، قد يتخذ أعداء الرئيس اجراءات تستهدف حياته". وعلى رغم ان هذا الهاجس موجود لدى البعض منذ مدة، لكنها المرة الأولى التي تعلن ذلك شخصية رسمية بهذا الوضوح. وأشار فولادي الى مقتل الطبيب الدكتور برتوفي الاسبوع الماضي، الذي يقع منزله قرب منزل خاتمي، وجزم بأن اغتياله "كان رسالة أراد منفذو الجريمة ان يقولوا انهم قادرون على اغتيال السيد خاتمي". وخلص النائب الايراني الى ان "الرسالة تعتبر أخطر المؤشرات الجدية"، خصوصاً ان خاتمي مصمم على استكمال "حملة التطهير والاصلاح ومكاشفة الرأي العام بلا هوادة ومن دون أي تنازل أو مساومة".