اقتصر تدشين الخط الجوي المشترك بين شركة "طيران الشرق الأوسط" ميدل ايست و"شركة الخطوط الجوية السورية" بين بيروت وحلب وبالعكس، على الشركة السورية، في انتظار أن تتخذ الشركة اللبنانية قرارا ببدء تسيير رحلاتها، حيث لم تحدِّد بعد تاريخاً معيناً لافتتاحه. ويأتي تدشين الخط، الذي رعاه وزير النقل اللبناني نجيب ميقاتي على رأس وفد اقتصادي واعلامي ضم 108 أشخاص، تنفيذاًَ للاتفاق الذي وقّعته الشركتان قبل شهر في بيروت. وينص الاتفاق على ان تسيّر الشركتان أربع رحلات أسبوعية، اثنتان لكل منهما، على أن تكمل الشركة اللبنانية الرحلة من حلب الى يريفان وكذلك الشركة السورية، وبالتالي على ان تسيّر الشركتان رحلتين من بيروت الى دمشق ثم طهران. ويندرج هذا الاتفاق ضمن الاتفاق الثنائي الموقع بين لبنان وسورية في اطار التعاون في مجالات النقل البري والجوي والبحري. ورافق الوفد الأمين العام للمجلس الإعلى اللبناني - السوري نصري خوري ومديرو أجهزة النقل في لبنان، بالاضافة الى رؤساء هيئات اقتصادية، أرادوا الاطلاع على فرص الاستثمار المتبادلة بين سورية ولبنان، ودعم خطوة الوزير ميقاتي. وتخلّلت الزيارة التي استغرقت نحو تسع ساعات جولة على مصانع الغزل والنسيج في حلب ولقاءات بين رجال الأعمال اللبنانيين والسوريين في غرفتي التجارة والصناعة في حلب. وقد انطلقت الرحلة على طائرة من طراز "إرباص 320"، وهي من الطائرات الست الجديدة التي تملكها الشركة السورية، في العاشرة والدقيقة ال20 قبل ظهر أول من أمس الجمعة. واستغرق الوصول الى حلب التي تبعد 305 كيلومترات نحو 42 دقيقة. ولدى الوصول في الحادية عشرة والدقيقة الخامسة الى مطار حلب الجديد، الذي دُشِّن قبل شهر تقريباً، كان في استقبال الوفد وزير النقل السوري مفيد عبدالكريم ومحافظ مدينة حلب محمد ميرو ومسؤولو غرفتي التجارة والصناعة في حلب وقائد الشرطة أحمد عيدو. وكانت استراحة أولى في صالون المطار، حيث رحّب الوزير السوري بالوفد، مؤكداً "تقاسم المصير الواحد". جولة على المصانع ثم كانت جولة على عدد من مصانع الغزل والنسيج التي تشكّل قاعدة أساسية في حركة الإنتاج الصناعي في المدينة، وتصدر الى مصر وفرنسا وإيطاليا، وتغطي أيضاً في انتاجها حاجة الصناعة السورية من المواد الأولية لصناعة النسيج والألبسة، باعتبار أنها تحقّق قيمة مضافة لها. ويشار الى أن هذه المصانع مملوكة من القطاع الخاص وتوظف استثمارات كبيرة في التجهيزات والآلات الحديثة. وقال مسؤول في أحد المصانع أن "مصنعه الذي ينتج الخيوط والنسيج، يصنع 30 طناً من الخيطان يومياً، ويصدّر غزولاً تزيد على 4 آلاف طن الى مصر". وبعد الغداء الذي أقامته وزارة النقل السورية تكريماً للوفد في منتدى حلب السياحي، عقد رجال الأعمال اللبنانيون وأركان غرفتي حلب بحضور ميقاتي وعبدالكريم وخوري، اجتماعاً ناقشوا خلاله فرص العمل المتاحة بين لبنان وحلب. واستهل اللقاء رئيس غرفة الصناعة في حلب محمد أوبري متحدثاً عن "الحال المتفردة في تاريخ التكامل الاقتصادي العربي التي نعيشها"، معتبراً أنها "فرصة علينا كرجال أعمال اغتنامها لتحقيق اقتصاد قوي في مواجهة المنافسة العالمية". ودعا الى "تنفيذ استثمارات مشتركة في كل القطاعات خصوصاً قطاع الصناعة، عبر اقامة وحدات صناعية متطورة تكنولوجياً، وايجاد شركات مشتركة لتسويق الانتاج في البلدين في الخارج". ثم رحّب محافظ حلب بالوفد، مثمّناً العلاقات اللبنانية - السورية. من جهته، اعتبر ميقاتي ان "لتدشين هذا الخط الجوي ابعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية وسياحية". وفي البعد السياسي، قال ان "المنطقة تشهد تطورات سياسية وعسكرية متسارعة ومحاولات مشبوهة للتأثير في تلازم المسارين اللبناني والسوري في المفاوضات مع العدو". اما البعد الاقتصادي، فانه يتمثل، كما قال، "بوجود رجال الاقتصاد والتجارة والصناعة معنا تعبيراً عن الرغبة في التعاون الاقتصادي الثنائي. فيما يتمثل البعد الاجتماعي بالعلاقات العائلية والاجتماعية بين حلب والمدن اللبنانية. والبعد التنموي هو في ان البلدين يعملان على تطوير التنمية". واكد ميقاتي ان "البعد السياحي يتمثل بوجود قواسم مشتركة في المجال السياحي، وافتتاح هذا الخط ينمّي الحركة السياحية، وتبادل الخدمات السياحية". وقال عبدالكريم "اننا وجدنا، بعد دراسة وضعناها والوزير ميقاتي وشركتي الطيران الوطنيتين، أن تنمية الحركة السياحية تتطلّب تنمية للملاحة الجوية. لذا، انتهينا الى أن تبدأ مؤسسة الطيران السورية بتسيير رحلتين بين حلب وبيروت أسبوعياً يومي الجمعة والأحد، على أن تكون الرحلتان استطلاعاً أولياً"، متوقعاً ان "تزداد الحركة على هذا الخط". وقال "ان اتفاقنا يقضي بتسيير أربع رحلات مشتركة"، لافتاً الى أن "اللقاء بين رجال الأعمال اللبنانيين والسوريين مؤشر الى جدوى تسيير هذه الرحلات. وهي ستقود الى لقاءات مستقبلية تؤدي الى اتفاقات عمل مشترك في مختلف المجالات". ودعا عبدالكريم الى "التفكير بالعمل لإقامة محطات أخرى، منها على خط بيروت - حلب - يريفان وبين دمشق - بيروت - طهران". وقال: "نفكر بالعمل على محطات بعيدة سنستكمل دراستها ليكون لهذا التشغيل جدواه الاقتصادية". وأضاف ان "مطاراتنا مفتوحة لشركة طيران الشرق الأوسط وشركة طيران عبر المتوسط"، معتبراً أن "قيام "ميدل ايست" بالرحلات الى حلب مسألة في يدها، وأهلاً وسهلاً بها ساعة تشاء". وأوضح أن "بدء الشركة السورية بتسيير الخط يعود الى القدرة على توسيع النشاط بعد امتلاك ست طائرات حديثة من طراز إرباص 320". وعن اجراءات السفر وسعر البطاقة، ذكر عبدالكريم ان "الترتيبات هي نفسها لسائر خطوط السفر الجوي. وسعر البطاقة يبلغ 62 دولاراً".