لم تحُلْ التطورات السياسية والأمنية في لبنان والتداعيات الإقليمية على الوضع الداخلي، دون تسلّم شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست) الطائرة الثامنة الجديدة من طراز «آرباص 320 A»، التي انضمت إلى الأسطول، لتحطّ مساء السبت الماضي في «مطار رفيق الحريري الدولي»، في رحلتها الأولى من مركز التجميع في هامبورغ بألمانيا. وبتسلّم هذه الطائرة يرتفع عدد الطائرات التي يضمها الأسطول إلى 16 من عائلة «آرباص»، 15 منها مملوكة من الشركة والطائرة الجديدة مستأجرة في إطار سياسة توزيع الأخطار. وأعلن رئيس مجلس إدارة «ميدل إيست» محمد الحوت الذي رافق الرحلة الأولى للطائرة من هامبورغ إلى بيروت، أن الأرباح التشغيلية للشركة «ارتفعت بنسبة 20 في المئة في الربع الأول من السنة». ويذكر ان الكابتن محمد عزيز والكابتن جورج سلهب والكابتن محمد بدران، قادوا الطائرة خلال هذه الرحلة وفي متنها وفد إعلامي وخمسة مهندسين من شركة «ماسكو»، أشرفوا على عملية التسليم والكشف على الطائرة قبل تسلمها، إلى وفد من بعض أقسام الشركة ورئيس نقابة المضيفين الجويين روبي فغالي، وأوضح الحوت، أن الطائرة ال 16 هي «الثامنة من طراز 320 A، التي تضاف الى الطائرات الأربع من طراز 321 والطائرات الأربع من طراز 330 أ». وقال: «تبقى طائرتان 320، يفترض أن نتسلمهما قبل نهاية السنة، على أن نبيع طائرتين من طراز 321، ليصبح أسطول الشركة مؤلفاً من 16 طائرة». ولفت إلى أن الطائرة الجديدة «مستأجرة لمدة تتراوح بين 6 و 8 سنوات». وأكد أن «ميدل إيست» ستتجه اعتباراً من عامي 2016 و2018، إلى شراء طائرات من الجيل الحديث الذي يوفر في استهلاك المحروقات بنسبة 15 في المئة». وأعلن أن الشركة «ستكون تملّكت 20 طائرة حتى عام2020، و21 طائرة حتى عام 2021». لكن رأى أن ذلك «يبقى رهن التطورات في لبنان والمنطقة». وأوضح أن سياسة الشركة «تقضي باستئجار أربع طائرات من الأسطول في إطار سياسة توزيع الأخطار، لأن الجيل الجديد لطائرات «آرباص» و «بوينغ» سيطرح عامي 2017 و2018، بما سيؤدي إلى تراجع أسعار الطائرات الحالية، ما دفعنا الى خيار الاستئجار لا الشراء». نتائج مقبولة واعتبر أن الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان هي التي «تحدد عدد طائرات الشركة»، موضحاً أن الأرباح التشغيلية للشركة «ارتفعت بنسبة 20 في المئة في الربع الأول من السنة، فيما انخفضت العام الماضي من 90 مليون دولار الى 40 مليوناً، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وزيادة كلفة رواتب الطيارين والمضيفين وموظفي الأرض بسبب التحسينات على عقود العمل وزيادة بدل غلاء المعيشة»، إذ ان «الكلفة النهائية للرواتب بلغت نحو 24 مليون دولار». لكن أكد أن «النتائج التي سجلتها الشركة مقبولة، مقارنة بالشركات العربية والأوروبية العاملة في دول المنطقة». وعن خطوط الشركة، أعلن الحوت أن «لا خطط لفتح خطوط جديدة حالياً، لكن تبقى العين على بعض المحطات، إذ ندرس إمكان تعزيز الرحلات اليومية إلى بغداد والبصرة لتضاف إلى الرحلات اليومية إلى بغداد». لكن أشار إلى أن ذلك «يتطلب تعديلاً في اتفاق النقل الجوي بين لبنان والعراق، علماً أننا نتطلع الى تعزيز الخط الجوي مع روسيا الذي يتطلب إلغاء التأشيرات بين البلدين على غرار الأردن وتركيا، حيث تضاعفت الحركة 4 و5 أضعاف، فيما انعكست إعادة نظام التأشيرات مع قبرص تراجعاً على حركة السفر بنسبة 70 في المئة». وتابع الحوت «رفعت الشركة عدد رحلات موسم الصيف استعداداً له»، لكن تمنّى «ألا نُضطر إلى إعادة خفضها بسبب تطورات الوضع في الداخل والمنطقة»، مثنياً على مواقف السياسيين «الذين يتحلون بالوعي لكل ما يتصل بمصلحة لبنان». وقال: نعول على وعي السياسيين للإفادة من موسم الصيف، وأكدت التطورات الأخيرة وجود هذا الوعي، علماً أن ذلك يصب في مصلحة البلاد. وأمل بأن «يكون الموسم السياحي واعداً هذا الصيف»، موضحاً أن لدى الشركة «خططاً للموسم وأخرى بديلة في حال طرأت مستجدات سلبية». وعن انتهاء حصرية «ميدل إيست» هذه السنة، أشار الحوت، إلى أن «الملف في حوزة وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، ولنا ملء الثقة فيه وكل الاحترام لمواقفه، وله خيار طرح ملف الحصرية في مجلس الوزراء».