التقى فريق من المحققين الأميركيين امس مسؤولين في هيئة الطيران المدني المصري في إطار مهمة تهدف الى مراجعة كل الاجراءات التي تتم في شأن سلامة الطائرات والطيارين ضمن التحقيق في حادث سقوط الطائرة المصرية في المحيط الأطلسي. ويضم الفريق ستة خبراء من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. أي والمجلس الوطني لسلامة النقل الاميركي. والتقى هؤلاء رئيس قطاع السلامة الجوية المهندس مراد شوقي، ورئيس الادارة المركزية لرقابة الطيارين الملاح محمد عزيز بكر والمسؤولين عن صلاحية الطائرات والقياسات الجوية والارضية. وأعلن مسؤول في الهيئة المصرية ان الخبراء الاميركيين اطلعوا على كل الإجراءات التي تتم للتفتيش على سلامة الطائرات خصوصا التي تمت بصلة الى الطائرة المنكوبة، وكل الملفات الخاصة بالطائرة، اضافة الى عرض الاختبارات التي تجري في شأن أهلية الطيارين مع التركيز على طاقم الطائرة المنكوبة. وأكد أن هيئة الطيران المدني المصري "تتبع اجراءات مشددة لإعطاء صلاحية الطيران للطائرات او للطيارين". وكان وفد اميركي آخر غادر القاهرة الاسبوع الماضي بعدما اجرى لقاءات عدة مع قطاعات مؤسسة مصر للطيران لمتابعة الملفات الخاصة بصيانة الطائرة المنكوبة وجدول رحلاتها الأخيرة وما يتعلق بشؤون طاقم الطائرة. من جهة أخرى، تجاهلت الأجهزة الرسمية المصرية الرد على بيان اصدرته وزارة الخارجية الاسرائيلية واستنكرت فيه تقارير في صحف مصرية تحدثت عن تورط اسرائيل في تحطم طائرة شركة "مصر للطيران". وقالت مصادر مصرية مطلعة ان موقف مصر الرسمي منذ وقوع الكارثة "يقوم على عدم استباق النتائج النهائية للتحقيقات"، مشيرة الى ان البيان الاسرائيلي "تناول ما تنشره الصحف وليس ما صدر عبر جهات رسمية مصرية. وأوضح أن الصحف المصرية "لا تخضع للتوجيهات او الرقابة". واستمرت الصحف المعارضة والمستقلة حتى امس في تأكيد أن اسرائيل "صاحبة المصلحة الاولى في تحطم الطائرة نظراً لوجود 33 ضابطاً مصرياً على متنها". ورأت تلك التحليلات ان الاسرائيليين "هم الأكثر قدرة على اختراق كل ما هو اميركي". وأن اجهزة التحقيق الاميركي "لن تجرؤ على الكشف عن تورط موساد جهاز الاستخبارات الاسرائيلي في تحطم الطائرة". وفي ذلك السباق كشف طيار مصري امس ان طائرات شركة "مصر للطيران" تقبع في أماكن انتظار في مطاري اورلي في باريس وكيندي في نيويورك قرب طائرات شركة الخطوط الجوية الاسرائيلية العال، وأن عمليات الصيانة والخدمات على طائرات "العال" تتم قرب طائرات الشركة المصرية ما يجعل تسلل أحد العمال الى موقع قريب يمكنه من وضع شيء قرب الطائرات المصرية أمراً غير صعب. وقال الطيار الذي طلب عدم ذكر اسمه ان مسؤولين مصريين كانوا طلبوا من سلطات المطارين اتخاذ اجراءات لتأمين سلامة الطائرات المصرية اثناء وجودها في المطارين.