مع ازدياد الغموض في شأن أسباب سقوط طائرة ال"بوينغ 767" التابعة لشركة "مصر للطيران" مطلع الشهر الجاري قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة ارتفعت حدة الانتقادات في الأوساط المصرية للطريقة التي يتعاطى بها "الصديق الاميركي" مع الحادث. وتحولت الشكوك في احتمال تعرض الطائرة لعمل تخريبي الى ما يشبه اليقين، خصوصاً في أوساط المعارضة. واستمرت حال الاحباط لدى المصريين على المستويين الرسمي والشعبي بعد إعلان رئيس المجلس الوطني الاميركي لسلامة النقل ان التحليل الاولي لجهاز التسجيل الخاص بالصندوق الاسود الذي يضم 150 نوعاً من المعلومات عن 55 نظام عمل داخل الطائرة، لم يكشف غموض الحادث. بل أن شكوكاً سرت في احتمال "تورط اميركي ما في محاولة اخفاء الأسباب الحقيقية التي أدت الى تحطم الطائرة". وأعرب خبراء مصريون في مجال الطيران عن اعتقادهم بأن الاميركيين "يسعون الى محاولة إثبات حدوث خطأ من جانب قائد الطائرة أو أحد من طاقمها بأي شكل وتجنب الحديث عن إمكان وجود خلل أمني في المطارات الاميركية وأخطاء تقنية وفنية في الطائرة نفسها بهدف إنقاذ سمعة شركة بوينغ الاميركية". وزار وفد أميركي مساء أول من أمس يضم ممثلين عن سلطات الطيران الفيديرالي الاميركي وشركة "بوينغ" الى القطاع الفني لشركة "مصر للطيران" في مطار القاهرة استهدفت الاطلاع على السجلات الفنية الخاصة بالطائرة المنكوبة. وراجع الوفد في حضور خبراء مصريين سجل الصيانة الخاص بالطائرة وتأكدوا من أن شركة "مصر للطيران" نفذت التعديلات التي أقرتها الشركة المصنعة للطائرة وسجلوا تواريخ عمليات الصيانة الدورية والإجراءات للطائرة. ورفض اعضاء الوفد الاميركي التحدث الى الصحافيين، لكن مصادر في "مصر للطيران" قالت ل"الحياة" إن الإجراء يهدف الى جمع كل المعلومات التي تفيد اجهزة التحقيق لكشف أبعاد الحادث. وأشارت إلى أن الخبراء "الاميركيين تأكدوا أن الشركة المصرية أتخذت كل إجراءات السلامة الجوية لضمان فاعلية الطائرة".