أبدت الأوساط الرسمية المصرية ارتياحاً إثر إرجاء السلطات الاميركية اتخاذ قرار نهائي في شأن احالة التحقيقات في قضية تحطم طائرة شركة "مصر للطيران" قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة على مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف. بي. اي". لكن ذلك لم يسهم في الحد من حالة استياء تسود الاوساط الرسمية والشعبية المصرية نتيجة ازدياد التسريبات التي تهدف الى محاولة الصاق تهمة التسبب في الكارثة بأحد افراد طاقم الطائرة المنكوبة. وفي حين وصف وزير الاعلام السيد صفوت الشريف ما تردد في وسائل اعلام اجنبية من معلومات عن عبارات صدرت على لسان احد افراد طاقم الطائرة قبل وقوع الكارثة مباشرة بانه "تكهنات وافتراضات وخيالات لا ترقى الى مستوى الحقائق"، استنكرت رابطة طياري "مصر للطيران" المزاعم في شأن انتحار مساعد الطيار الامر الذي ادى الى الكارثة. وردت مصادر في الشركة على تقارير ذكرت ان مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي 59 سنة قال في هدوء "توكلت على الله" قبل ان يفصل الطيار الآلي ثم يوجه الطائرة صوب سقوطها بأنه "استمرار لحملة ظالمة تسيء الى الشهداء من افراد الطاقم". ولفتت الى أن محاولات الصاق تهمة بأفراد الطاقم "مرت بمراحل عدة بدأت بالزعم ان قائد الطائرة احمد الحبشي هو الذي انتحر ثم انتقلت الى الزعم بأن مساعده الاول عادل انور هو الذي نفذ العملية ثم انتهت عند البطوطي. وفي كل مرة يتدفق سيل من التحليلات والمعلومات المغلوطة بهدف الى ترسيخ تلك المزاعم بالحديث عن ظروف عائلية ووضعها في سياق لتحقق ذلك الغرض". ويبدو ان "حملة المزاعم الاميركية غير الرسمية" دفعت وزير الاعلام الى إعادة تأكيد ان الحكومة المصرية "لم تتلق حتى أمس تقرير جهات التحقيق الاميركية في شأن نتائج التحقيق الجاري في شأن حادث الطائرة المنكوبة". وأدلى الشريف لليوم التالي على التوالي أمس بتصريح الى الصحافيين في مقر مجلس الوزراء وصف فيه ما تردد في بعض وسائل الاعلام الاجنبية من معلومات عن نتائج التحقيق بأنها "مجرد تكهنات وافتراضات وخيالات لا ترقى الى مستوى الحقائق الموثوقة"، مشدداً على ضرورة "انتظار اعلان النتائج النهائية من الجهات القائمة بها". واوضح ان مصر "تتابع سير التحقيقات من خلال فريق عمل مصري موجود في الولاياتالمتحدة لذلك الغرض". ونفى نائب رئيس لجنة تحليل حوادث الطيران في شركة "مصر للطيران" السيد حسين الصيفي وهو أحد اعضاء الوفد المصري الذي يشارك في التحقيق ان يكون اعضاء الوفد تعرضوا لمعاملة سيئة من جانب الاميركيين أو ان يكونوا منعوا من المشاركة في التحقيق. وقال الصيفي لدى عودته الى القاهرة امس ان الوفد المصري "لقي استقبالاً لائقاً من المسؤولين الاميركيين الذين حرصوا على وجود الخبراء المصريين اثناء مراحل التحقيق". واشار الى انه شارك في التحقيقات ضمن الوفد الذي يرأسه رئيس قطاع الطيران المدني اللواء ممدوح حشمت الذي مازال موجودا هناك. وأنهى وفد يضم خبراء من هيئة الطيران الفيدرالي الاميركي مهمة في القاهرة امس هدفت الى التعرف على تاريخ للطائرة وطاقمها. وعقد الوفد لقاءات استمرت عشرة ايام مع رئيس القطاع الفني المهندس ماجد المصري ورئيس قطاع العمليات في "مصر للطيران" حسن مشرفة وعدد من العاملين وأسر طاقم الطائرة. وقال مسؤول في شركة "مصر للطيران" ان اعضاء الوفد الاميركي تأكدوا من سلامة اجراءات الصيانة التي تتم للطائرة من خلال مشاهدتهم مراجعة سجل عمليات صيانة طائرة اخرى تملكها الشركة من الطراز ذاته. وأشار الى ان الخبراء الاميركيين "فحصوا ملفات طاقم الطائرة وتبين انهم لا يعانون من اي مشاكل وأنهم حريصون على أداء شعائرهم الدينية اضافة الى ان دخولهم مرتفعة إذ يتراوح دخل الطيار المبتدئ بين ثلاثة وخمسة آلاف جنيه بينما يصل دخل كبير الطيارين الى أكثر من 25 ألف جنيه شهريا". أسرة البطوطي وعقد أفراد اسرة البطوطي مساء امس مؤتمرا صحافيا نفوا فيه بشدة ان يكون متطرفا أو له اي صلات بجماعات دينية أو انه كان يمر بأزمات مالية. واستنكروا ما تردد عن تورطه في الحادث، وشددوا على انه لم تكن لديه الدوافع للانتحار. وُسئل افراد العائلة عن العبارات التي وردت في وسائل الاعلام الاميركية وقيل انه رددها قبل لحظات من الحادث فأشاروا الى ان عبارة "توكلت على الله" يمكن ان ترد على لسان أي شخص "لكنها لا تعني انه يتوكل على الله كي ينتحر.