قالت «هيئة سلامة الطيران الفرنسية» اليوم (السبت)، إن طائرة الركاب المصرية المنكوبة أرسلت إشارات حدوث أخطاء تشير إلى رصد دخان داخل الطائرة قبل سقوطها في البحر المتوسط الخميس الماضي. وقال ناطق باسم الهيئة «هذه الرسائل لا تسمح بأي شكل بالقول ما الذي يمكن أن يكون تسبب في انبعاث دخان أو نشوب حريق على متن الطائرة». وأضاف أن الأولوية الآن هي العثور على تسجيلات رحلة الطائرة التي تشمل تسجيل الصوت في قمرة القيادة وبيانات رحلة الطائرة «أرباص أي 320». وأرسلت بيانات الرحلة من خلال نظام يعمل تلقائياً يسمى «نظام إبلاغ وتوصيل اتصالات الطائرة» (أي سي اي آر إس) الذي يرسل بشكل روتيني بيانات الصيانة والأعطاب إلى شركة الطيران التي تشغل الطائرة. ونشر موقع الطيران «أفييشن هيرالد» سبع إشارات مفاجئة صدرت عن الطائرة في غضون ثلاث دقائق. وشملت الإشارات تحذيرات من دخان في الحمام وكذلك في أجهزة توجيه الطائرة الموجودة في قمرة القيادة. وقال خبيران في مجال سلامة النقل الجوي إن الإشارات تعني إمكان نشوب حريق لكن التتابع القصير نسبياً للبيانات لا يقدم دليلاً على جهود بذلها الطيار للسيطرة على الطائرة كما لا يبين ما إذا كانت الطائرة سقطت كتلة واحدة أم تحطمت في الجو. وكانت الطائرة تقل 66 من الركاب وأفراد الطاقم ورجال الأمن. والضحايا 30 مصرياً و15 فرنسياً و21 من 10 جنسيات أخرى. وذكرت وسائل إعلام أميركية أمس أن طائرة «مصر للطيران» التي تحطمت أول من أمس في البحر المتوسط، بثت رسائل آلية تشير إلى دخان قرب قمرة الطائرة. وقال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية: «نحن على علم بهذه المعلومات الصحافية. ولا يمكننا حالياً نفيها أو تأكيدها». وكتبت صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها ان إحدى الرسائل أشارت إلى أن «دخاناً كثيفاً أدى إلى انطلاق أجهزة الإنذار في القسم الأمامي من الطائرة حيث الأجزاء الحيوية للوحتها الإلكترونية». وأضافت الصحيفة ان «القسم يحتوي على جزء مهم من كمبيوتر التحكم في تحليق الطائرة» وأنه بحسب الرسائل أصبح «يعمل بشكل سيء». لكن الصحيفة أوضحت أن هذه المعطيات «ليست كافية لتحديد ما إذا كانت الطائرة تحطّمت نتيجة قنبلة أو لأسباب أخرى غير واضحة». وذكرت قناة «سي ان ان» انه «كان هناك إنذار بوجود دخان في رحلة مصر للطيران رقم 804 في الدقائق التي سبقت تحطمها في المتوسط»، مشيرة إلى انها حصلت على هذه المعلومات من مصدر مصري. وتم أمس انتشال حقائب ومقاعد طائرة قبالة السواحل المصرية، فيما لا تزال أسباب وملابسات تحطم الطائرة مجهولة. وقال كثيرون من المسؤولين الأميركيين أمس أن وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات لم ترصد آثار انفجار عنيف في الطائرة.