} تخلت الحكومة الاثيوبية أمس عن مطالبتها الحكومة السودانية بتسليم ثلاثة متهمين بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا العام 1995. وهو الأمر الذي أدى الى توتر في العلاقات الاثيوبية - السودانية منذ ذلك التاريخ. وكشفت اثيوبيا أمس عن رغبتها في استيراد النفط المستخرج حديثاً من السودان. قال الناطق باسم الحكومة الاثيوبية هيلي كيروس ان بلاده لم تعد متمسكة في مطالبة الحكومة السودانية بتسليم المتهمين الثلاثة في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا العام 1995، وانها تتجه لإعادة العلاقة بين البلدين الى سابق عهدها. وأشار الى أن سياسة اثيوبيا تتماشى مع المتغيرات في المنطقة وتحرص على تطوير علاقاتها مع الخرطوم في كل المجالات السياسية والأمنية والديبلوماسية والاقتصادية والتجارية. وأضاف الناطق في تصريح صحافي أمس ان لدى اثيوبيا مقتنعة بأن السياسة السودانية تغيرت نحو الأفضل ولم تعد تسانده "جبهة تحرير الاورومو" الاثيوبية المعارضة كما كانت تفعل في الماضي. وأوضح ان علاقة بلاده بالمعارضة السودانية تنحصر في اطار الاحتكاك بهم ومعرفة وجهة نظرهم تجاه مستقبل السودان. وقال: "نحن نهتم بذلك لعدم معرفة ما يمكن أن يحدث في المستقبل، ونرغب أن نكون على علم بكل التطورات التي تحصل وتستجد بين الحكومة السودانية ومعارضيها في حال وجود فرصة للتوسط بين الطرفين". وأكد ان بلاده "لم ولن تدعم المعارضة السودانية عسكرياً، لأننا نعتبر ذلك تدخلاً في شؤون الآخرين وخارج اطار سياسة اثيوبيا الخارجية التي تتبعها وتتمسك بها في تعاملها مع كل الدول". وأضاف كيروس ان بلاده تؤيد اتخاذ الحكومة السودانية اجراءات مماثلة مع المعارضة الاثيوبية المقيمة في الخرطوم. وأشار الى المتغيرات السياسية في المنطقة وقال: "علينا أن نتماشى مع تلك المتغيرات ونعيد حساباتنا مع جميع دول الجوار، خصوصاً أننا في حرب مع دول جارة اريتريا لأكثر من 18 شهراً ولا نرغب بالعداء مع دول الجوار الأخرى، خصوصاً السودان وجيبوتي لما تربطنا بهم من علاقات تاريخية ومصالح مشتركة". وعن إمكان استخدام اثيوبيا ميناء بورتسودان المطل على البحر الأحمر، قال كيروس ان بلاده تعمل في اتجاه تطوير علاقاتها في كل المجالات "وإذا وجدت اثيوبيا ان مصلحتها تكمن في استخدام ذلك الميناء، فانها لن تتردد أبداً ... ونحن في الوقت الحالي نسعى وراء مصالحنا الخاصة ونرغب في تطويرها". وقال ان بلاده تفكر حالياً في "استيراد النفط من السودان في حال وجود امكان لذلك. فالسودان دولة جارة وبيننا حدود مشتركة". وقال الناطق: "ان اريتريا تفرض على جميع دول الجوار المتضررين منها أن يتفقوا ضدها لحماية مصالحهم المشتركة" وان حكومة افورقي "يحكمها قانون الغاب".