نسبت مصادر سياسية اسرائيلية الى وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين قوله أنه أصبح الآن "أقل تفاؤلا" من ذي قبل باستئناف المفاوضات مع سورية. وسربت المصادر أنباء متضاربة عن مدى اقتراب السوريين والاسرائيليين من استئناف المفاوضات بين الجانبين في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الاسرائيلي للمرة الاولى عن عدم معارضته تنفيذ انسحاب "احادي الجانب" من المنطقة التي يحتلها في الجنوباللبناني. وقالت المصادر أن فيدرين قال لمستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية للشؤون الامنية والسياسية داني ياتوم خلال لقائهما في باريس الثلثاء الماضي أن "الرئيس الاسد مريض جدا" وإن الحالة الصحية لوزير خارجيته فاروق الشرع "غير جيدة" وأن الفرصة لاستئناف المفاوضات "ضعيفة جداً". ولكن مصدراً فرنسياً مسؤولاً أعرب ل"الحياة" عن دهشته لما صرّح به ياتوم الذي نقل عن فيدرين قوله له ان الرئيس السوري حافظ الأسد مريض جداً. وقال المصدر ان فيدرين لم يلتقِ ياتوم لا في باريس ولا في اسطنبول حيث هو موجود ثم ان فيدرين كان أكد اكثر من مرة خلال جولته الى كل من سورية ولبنان ومصر للصحافيين الذين يرافقونه انه وجد الرئيس الأسد في حالة صحية جيدة وهو حسب المصدر ما زال على الانطباع نفسه. ونقلت الصحف العبرية عن مصادر في الوفد الاسرائيلي المرافق لباراك في زيارته لتركيا أن فيدرين قام بزيارة دمشق قبل أيام بناء على طلب من باراك نفسه في محاولة لدفع المفاوضات الى امام واجتمع خلال زيارته مع الاسد والشرع وأبلغ ياتوم بحالتهما الصحية فور عودته الى باريس. وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن واشنطن ربطت استئناف المفاوضات بين الجانبين بعودة الشرع لمزاولة عمله، الا ان صحة الشرع تدهورت بعد يوم واحد من استئنافه عمله فعاد الى بيته حيث يخضع لاشراف طبي منذ ذلك الحين. وفي هذه الاثناء نقل عن الرئيس الاميركي بيل كلينتون قوله لباراك خلال لقائهما على هامش مؤتمر الامن والتعاون الاوروربي أنه "لا يحمل أخبارا سارة" من سورية. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصادرة بالانكليزية عن مصادر ديبلوماسية في واشنطن قولها أن كلينتون ما زال ينتظر الرد السوري على مجموعة أسئلة وجهها للشرع خلال لقائهما في الخريف الماضي في واشنطن قبل اصابة الشرع بالنوبة القلبية. وقالت المصادر أن السؤال "الافتراضي" الاساسي الذي اشترط كلينتون الحصول على اجابة عنه قبل عقد لقاء قمة مع الاسد هو "في حال موافقة اسرائيل على طلب سورية الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان، هل ستتمكن دمشق من الموافقة على مطالب اسرائيل غير الاقليمية في مجالات الترتيبات الامنية وتطبيع العلاقات الديبلوماسية والمياه والامن على طول الحدود اللبنانية وجدول زمني لحزمة الاتفاق؟". وانقسمت المصادر الديبلوماسية على نفسها في تحليل سبب امتناع الاسد عن تقديم الاجوبة عن الاسئلة "الافتراضية الاميركية" والتي اطلقت عليها "معادلة السلام". إذ "تكهن" بعض المصادر بأن الاسد لم يقدم رده لأنه "رد سلبي"، فيما تكهن آخرون بأن الاسد سيرد بالايجاب في أخر المطاف. وفي مقابل ذلك، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مصادر اسرائيلية مطلعة أن باراك تلقى "رسائل سرية عدة من السوريين" أعربوا فيها عن رغبتهم في استئناف المسيرة السلمية مع اسرائيل. وأضافت المصادر أنه "لم يتم بعد احراز اتفاق كامل بشأن استئناف المحادثات". ونقلت الصحيفة عن باراك انه كرر بعيد وصوله الى اسطنبول الاعراب عن اعتقاده بأن عملية السلام ستستأنف قريبا ولكن من دون تقديم مبررات لتفاؤله. وقالت "معاريف" ايضا نقلا عن مصدر سياسي ان احدى العقبات الرئيسية التي تعيق استئناف المفاوضات هي صحة الرئيس السوري. الى ذلك، قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز في لقاء مع المراسلين العسكريين الاسرائيليين بعد جولة له على الحدود الشمالية مساء أول من أمس الاربعاء أن الواقع في جنوبلبنان تغير في الاشهر الاخيرة وهذا يدفعنا الى اعادة تقويم الوضع والى نتائج لا تنسجم بالضرورة مع التقديرات السابقة والى توصيات طرحت قبل عامين أو ثلاثة" في اشارة الى موقف قيادة الجيش الاسرائيلي الرافض حتى الآن تنفيذ انسحاب فوري من الجنوباللبناني بحجة أنه يشكل خطرا فوريا على اسرائيل.